الصائدي وكان هو الذي يقبض الأموال ويشتري السلاح ، وكان فارساً شجاعاً (١).
قال الراوي : وصار معقل يأخذ أسرارهم حتى استقصى أسرارهم ، فخرج من عند مسلم عليهالسلام وجاء إلى ابن زياد وأخبره بمكان مسلم وبثّ إليه أسراره ، فصار ابن زياد جلّ همّه أن يحتال بهاني ويقبضه وقد أخبر أنه مريض ، فأرسل إليه : أريد أن أعودك ؛ فقال هاني لمسلم : أن ابن زياد بلغه أنّي مريض وهو يريد أن يعودني ، فخذ هذا السيف وادخل المخدع فإذا جلس أخرج إليه وأقتله ، وأحذر أن يفوتك ، فإن فاتك فإنه يقتلني ويقتلك ، انظر إذا أنا رميت عمامتي عن رأسي ؛ فقال مسلم عليهالسلام : أفعل.
قال الراوي : ولما فرغ ابن زياد من صلاة العشاء أقبل يعود هانياً ، ولم يكن معه سوى حاجبه ، فلمّا صار على الباب استخبر هاني فقال لمسلم : خذ السيف وأدخل الى المخدع ، فقام مسلم عليهالسلام ودخل المخدع ، ودخل ابن زياد على هاني وسلم عليه وجلس إلى جنبه وجعل يحادثه ويسأله عن حاله ، وهاني يشكو إليه الذي يجده وهو مع ذلك يستبطي خروج مسلم ، فجعل هاني يأخذ معامته من على رأسه ويضعها على الارض مراراً مسلم لا يخرج ، ثم وضعها على رأسه ، ولم يزل يصنع هاني هكذا ثلاث مرّات ومسلم لا يخرج ، فجعلُ هاني يتمثّل بهذه الأبيات وهي
ما الإنتظار بسلمى لا تُحييّها |
|
كأس المنية بالتعجيل اسقوها |
هل شربة عذبة أسقى على ظمأ |
|
ولو تلفت وكانت منيتي فيها |
فإن أحست سليماً منك داهية |
|
فلست تأمن يوماً من دواهيها |
فلم يزل هاني يردد هذه الأبيات ومسلم لم يخرج ، فقال ابن زياد : ما بال
__________________
(١) تاريخ الطبري : ٥ / ٣٤٦.