بني أسد ـ وكان يتشيّع ويقال أنّها للفرزدق ـ شعراً (١) :
إن كُنتَ لا تَدرينَ مالموتَ فانظري |
|
إلى هانىء بالسوق وابن عَقيلِ |
إلى بطل قد هَشَّمَ السّيفُ وَجهَهُ |
|
وآخرَ يهوي من طِمارٍ جَديلٍ |
أصابَهُما فَرَخ البغي فأصبَحا |
|
أحاديثَ من يسري بكلِّ سبيلِ |
ترى جسداً قَد غَيّرَ الموتُ لونَهُ |
|
وَنَضَجَ دمٍ قَد سأل أيُّ مَسِيلِ |
فتىً كان أحيا من فتاة حَييةٍ |
|
وأقطعَ مِن ذي شَفَرتين صَقيلِ |
أيركبُ أسماءُ (٢) المهاليجِ آمناً |
|
وقد طَلَبتهُ مِذحجٌ بذُخُول |
وتُطيفُ حواليهِ مُرادٌ وكُلّهُم |
|
على رقبة من سائل ومسول |
فَإن أنتُم لَم تثأروا بِأخيكُم |
|
فَكونوا بَغَايا أرضيت بِقليلِ |
وكان قتل مسلم وهاني يوم التروية ، قال : وأمر ابن زياد (لعنه الله) بجثّة هاني ومسلم فصلبتا بالكناسة ، وبعث برأسيهما إلى يزيد بن الزبير بن الأروح التميمي وهاني بن أبي حيّة الوداعي (٤).
أقول : وكان رأس مسلم أول رأس حمل من بين هاشم ، وأول جثّة منهم صلبت وبعدها رأس الحسين عليهالسلام ورؤوس أخوته وأولاده وبنو عمومته وأصحابه ، فلئن حمل رأس مسلم من الكوفة إلى الشام فقد حمل رأس الحسين عليهالسلام على قتاة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام ، بمرءى من
__________________
(١) نسبها في رياض المصائب : ٢٦٨ ، إلى الفرزدق ، انظر في ذلك ايضاً : الكامل في التاريخ (لابن الأثير) : ٤ / ١٥ ، الملهوف في قتلى الطفوف : ١٢٣ ، والأخبار الطوال للدينوري : ٢٤٢ ، والإرشاد للشيخ المفيد : ٢ / ٦٤ ، ومثير الأحزان لابن نما : ٣٧.
(٢) هو أسماء بن خارجة الفزاري أحد الثلاثة الذين ذهبوا بهانىء بن عروة الى ابن زياد.
(٣) مقتل أبي مخنف : ٥٧ ـ ٥٨.
(٤) مقتل أبي مخنف : ٥٩.