القيامة خذنا حيّين إلى ابن زياد يصنع بنا ما يشاء ، فقال : ليس إلى ذلك من سبيل ، فقالا : يا هذا بعنا في السوق وانتفع بأثماننا ولا تقتلنا ، فقال : لابد من قتلكما. فقالا له : أما ترحم يتمنا وصغر سننّا ، وإن كنت عزمت على قتلنا فدعنا نصلّي لربّنا ركعتين. قال : صلّيا ما شئتما إن نفعتكم الصلاة ، فلمّا فرغا من الصلاة شهر سيفه وقدّم الكبير ليضرب عنقه فقال له الصغير : أقتلني قبل أخي ، فقال الكبير : إنّي لا أحبّ أن أرى أخي قتيلاً ، فشهر سيفه وضرب الكبير فقتله فوقع عليه الصغير يتمرّغ بدم أخيه وهو ينادي : واأخاه ثم اجتذبه وضرب الصغير فقتله ، وقطع رأسيهما وحملهما في مخلاة له ورمى بأبدانهما في الفرات ، وسار برأسيهما إلى ابن زياد ، فلمّا مثّل بين يديه ووضع المخلاة فقال له ابن زياد : ما معك؟ فأخرج إليه الرأسين فكشف عن وجهيما وإذا هما كالقمرين فقال له : لم قتلتهما؟ قال : طمعاً بالجائزة ، فقال أين ظفرت بهما؟ قال : في داري وإن زوجتي أجارتهما ، فقال له ابن زياد ، ما عرفت لهما حق الضيافة وقتلتهما ، ولو جئتني بهما أحياء لضاعفت لك الجائزة ، ثم قال : ويلك ما قالا لك حين أردت قتلهما؟ قال : قالا : لي ارحم يتمنا ولا تقتلنا فيكون خصمك محمّداً يوم القيامة وامضي بنا إلى ابن زياد حيّين ، وإن شئت فبعنا في السوق وانتفع بثمننا. فقلت لهما : لابدّ من قتلكما ، فنظر ابن زياد إلى جلسائة وقال : ما أفضه وأجفاه.
قال الراوي : فامر ابن زياد بقتله فقتل عليه لعائن الله وأمر الرأسين أن يدفنا في المكان الذي قتلا به ، وليت اللعين فعل هذا الفعل ودفن رأس الحسين ورؤوس أهل بيته مع الجثث ، بل سير على أطراف الرماح من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام وفي مقدمة الرؤوس رأس إمامنا الحسين عليهالسلام كأنه البدر ليلة تمامه :
رأس ابن بنت محمّد ووصيّه |
|
للناظرين على قناة يرفع |