مسمع البصري ، ومنها : إلى قيس بن الهيشم ... وغيرهم من الرؤساء والأشراف (١).
فأمّا الأحنف بن قيس فإنّه كتب إلى الحسين عليهالسلام يصبرّه ويرجّيه ، والباقون كتموا أسرارهم إلّا المنذر بن الجارود العبدي فإنّه خاف أن يكون دسيسة من عبيدالله بن زياد ، فإنه جاء بالكتاب والرسول إلى ابن زياد وكانت بنت المنذر بحرية زوجة عبيدالله بن زياد. فأخذ عبيد الله ابن زياد الرسول فصلبه ثم صعد المنبر فخطب وتوعّد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الأرجاف.
وأما يزيد بن مسعود النهشلي فإنّه جمع بني تميم وبني حنظلة وبني سعد ، فلمّا حضروا عنده قام فيهم خطيباً وقال : يا بني تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم؟ فقالوا : بخ بخ أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطاً وتقدمت فرطاً. فقال : إني جمعتكم لأمر أريد أن اُشاوركم فيه واستعين بكم عليه. فقالوا : أما والله نمنحك النصيحة ونحمد لك الرأي ، فقل نسمع ونطع. فقال : إنّ معاوية قد هلك فاهون به هالكاً ومفقوداً إلّا إنّه قد انكسر باب الجور وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعة ظن إنّه قد أحكمها ، فهيهات الذي أراده اجتهد ، ففشل وشاور فخذل ، وقام من بعده نغلة يزيد شارب الخمور ورأس الفجور ، يدعي للخلافة على المسلمين مع قلة علمه وقصر فهمه ، لا يعرف من الحق موطىء قدمه ، واقسم بالله قسماً مبروراً لجهاده على الدين
__________________
(١) وهذا ما كتبه إليهم :
بسم الله بالرحمن الرحيم
من الحسين بن علي بن أبي طالب
«أمّا بعد ... فإنّ السنة قد اميتت ، والبدعة قد اُحييت ، فإن أجبتم دعوتي أهديكم إلى سبيل الرشاد والسلام».
وكان عليهالسلام إذا أراد أن يكتب كتاباً مثل هذا يوجز لأن «خير الكلام ما قلّ ودلّ».