زهير بن القين لحاً ـ فالقين أخو مضارب وأبوهما قيس ، وكان سلمان حج مع ابن عمّه سنة ستين ، ولما مال زهير مع الحسين عليهالسلام مال معه في مضربه ، وقتل أيضاً يوم الطف (١).
ولمّا بلغ الحسين عليهالسلام ذو حسم (٢) ، قام خطيباً في أصحابه ، فحمد الله واثنى عليه ، وذكر النبي فصلّى عليه ، ثم قال :
أمّا بعد ، فإنّه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون ، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت ، وأدبر معروفها ، ولم يبق منها الّا صبابة كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّاً ، ألا وإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما.
قال : فقام إليه زهير بن القين البجلي رحمه الله ، وقال لأصحابه : أتتكلّمون أم أتكلّم؟ فقالوا : بل تكلّم. فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال :
قد سمعنا هداك الله يابن رسول الله مقالتك ، والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنّا فيها مخلدين (٣) ، لآثرن النهوض معك على الإقامة فيها. قال الراوي : فدعا له
__________________
(١) ابصار العين : ١٠٠.
(٢) ابصار العين : ١٠٠. (٢) حسم بضمّتين وهو اسم لموضع وفي شعر النابغة :
أليلتنا بذي حسم أنيري |
|
إذا انتِ انقضيت فلا تحوري |
فإن يك بالذنائب طال ليلي |
|
فقد أبكى من الليلِ القصيري |
انظر نهاية الإرب : ١٥ / ٤٠١.
وقال لبيد :
بذي حسم قد عربت ويزينها |
|
دماث فليج وهو هاو المحافل |
(٣) في المصدر زيادة : إلّا انّ فراقها في نصرك ومواساتك ...