معاوية ، فلعمري إنّه ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
قال الراوي : فرماه شمر (١) وقال : أسكت ، أسكت الله نامتك ، (٢) ، أبرمتنا بكثرة كلامك ، فقال له زهير : يا ابن البوّال على عقبيه ، ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة ، والله لا أظنّك تحكم من كتاب الله آيتين فابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم. فقال الشمر إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة ، فقال زهير : أفبالموت تخوّفني ، فوالله الموت معه أحبّ إليَّ من الخلد معكم.
قال : ثم أقبل على الناس رافعاً صوته ، فقال : عباد الله لا يغرّنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه ، فوالله لن ينالوا شفاعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم قط قوم أراقوا دماء ذريته وعترته ، وقتلوا من نصرهم وذبّ عن حريمهم.
قال الراوي : فناداه رجل من أصحابه : يا زهير إن الحسين عليهالسلام يقول لك : أقبل ، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح قوم ، وابلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ. فرجع إلى الحسين عليهالسلام ، فقال له عليهالسلام : جزاك الله عن رسوله واله خيراً (٣).
قال (٤) : ولمّا أتت نوبته حمل على القوم ، فجعل يقاتل قتالاً شديداً لم ير مثله قط ، ولم يسمع بشبهه ، وهو يقول :
أنا زهير وأنا ابن القين |
|
أذودكم بالسيف عن حسين |
إنّ حسيناً احد السبطين |
|
من عترة البر التقي الزين |
ثم رجع ووقف الامام الحسين عليهالسلام ، وقال :
__________________
(١) في المصدر : بسهم.
(٢) النامة : بالتشديد الصوت يقال ذلك كناية عن الموت وهو دعاء العرب مشهور ، وأبرمتنا أي أضجرتنا بكثرة كلامك.
(٣) مقتل أبي مخنف : ١١٩ ـ ١٢٠ ، باختلاف بسيط.
(٤) والكلام للراوي.