خفقه فعنَّ لي فارس [على فرس] (١) وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا (تسير بهم إلى الجنة) (٢) ، فقال علي بن الحسين : أفلسنا على الحق؟ قال : بلى والذي إليه مرجع العباد ، فقال : أبه أذاً لا نبالي بالموت ، فقال الحسين : أذاً جزاك الله [من ولد] (٣) خير ما جزى ولداً عن والده (٤).
قال المفيد : ولمّا أصبح نزل وصلّى بأصحابه ، ثم عجّل الركوب ، فأخذ يتياسر ، فورد كتاب ابن زياد الى الحرّ يلومه في أمر الحسين ويأمره بالتضييق عليه ، فتعرّض له الحر وأصحابه ومنعوه من المسير ، فقال له الحسين عليهالسلام : ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق؟ قال : بلى ولكن كتاب الأمير قد ورد إليَّ يأمرني بالتضييق عليك ، وقد جعل عليَّ عيناً يطالبني بذلك (٥).
قال السيد رحمه الله في اللهوف ، ثم إنّ الحسين ركب وصار كلّما أراد المسير يمنعونه تارة ويسايرونه اُخرى حتى ورد كربلاء في اليوم الثاني من المحرم (سنة أحدى وستّين فبينا هو يسير واذا بجواده قد وقف فقال الحسين) (٦) : ما اسم هذه الأرض؟ فقيل له : (نينوى ، فقال : ألها اسم غير هذا؟ فقيل له : الغاضريات ، قال : ألها اسم غير ذلك؟ فقيل له : المسنّات ، فقال : ألها اسم غير هذا؟ فقيل له) (٧) : كربلا ، قال : كرب وبلا ، هاهنا محطّ رحالنا ، هاهنا مقتل رجالنا ، هاهنا تذبح
__________________
(١) ما أثبتناه من المصدر.
(٢) ما بين القوسين لم يرد في المصدر وجاء فيه : تسري إليهم.
(٣) ما أثبتناه من المصدر.
(٤) مقتل الحسين عليهالسلام لأبي مخنف : ٩٢ ، وأيضاً الإرشاد للشيخ المفيد : ٢ / ٨٢.
(٥) الإرشاد للشيخ المفيد : ٢ / ٨٢ ـ ٨٣ (باختلاف بسيط).
(٦) ما بين القوسين لم يرد في نسختنا من المصدر ، وجاء فيه : فلمّا وصلها ، قال ...
(٧) ما بين القوسين لم يرد في نسختنا من المصدر.