أطفالنا ؛ ثم أمر اصحابه بالنزول فنزلوا وأمر بأبنيته فضربت ، ونزل الحرّ إلى جانب (١).
فلمّا بلغ ابن زياد نزول الحسين عليهالسلام كربلاء جمع الجيوش والعساكر وأمّر عليهم عمر بن سعد ، وجاءت تترى إلى كربلاء حتى تكاملت الجيوش سبعين ألف ، فلمّا رأى الحرّ تصميم القوم على قتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته أقبل على ابن سعد وقال له : أمقاتل أنت هؤلاء القوم؟ يعني الحسين ، قال ، اي والله ، قتالاً أيسره أن تطيح فيه الرؤوس والأيدي ؛ فرجع الحر ووقف مع اصحابه فأخذه مثل الإفكل ، فقال له مهاجر بن أوس التميمي : إنّ أمرك لمريب! ما هذا الذي أراه منك؟ ولو قيل مَن اشجع العرب لما عدوتك. فقال له الحرّ : إنّ نفسي تخيّرني بين الجنّة والنار ، فوالله لا اختار على الجنّة شيئاً ولو قطعت واُحرقت. ثم ضرب فرسه ، ولحقه ولده حتى صارا قريباً من خيم الحسين عليهالسلام ، فنزل من على ظهر فرسه وقلّب ترسه وأغمد سيفه ، ووضع يده على رأسه ، وجاء الى الحسين عليهالسلام وهو يقول : «اللّهمّ إليك أتوب واليك اُنيب فتب عليَّ فقد ارعبت قلوب أولاد نبيّك». ثم سلّم على الحسين عليهالسلام ، فرد الحسين عليهالسلام ، وقال : سيدي أنا صاحبك الذي منعتك عن الرجوع ، وجعجعت بك في الطريق ، سيدي وما ظننت أنّ القوم يبلغون بك إلى ما أرى ، سيدي أنا تائب إلى الله عليك ، ثم قال : فهل ترى إليَّ من توبة؟ فقال له الحسين عليهالسلام : نعم إن تبت تاب الله عليك ؛ فقال : سيدي كنت أوّل خارج عليك فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك ، فإذن له الحسين عليهالسلام للبراز ، فبرز وهو يقول :
إني أنا الحر ومأوى الضيف |
|
أضرب في أعناقكم بالسيف |
عن خير من حلّ بأرض الخيف
__________________
(١) الملهوف على قتلى الطفوف : ١٣٩.