جعل يسأل العسكر : إلى أين ماضين؟ فيقولون له : الى حرب الحسين ؛ فسألهم : ابن من؟ فقالوا له : ابن بنت رسول الله. قال : فجاء هو واُمّه وزوجته حتى وافوا كربلاء ، فجاء الى الحسين عليهالسلام فأسلم هو واُمّه وزوجته على يد الحسين ، ولما كانت اليوم العاشر من المحرم أراد البراز فأقبلت زوجته تمانعه فصاحت به اُمّه : بني دع كلامها وانصر ابن بنت رسول الله ، فتركها وحمل سيفه وأقبل إلى الحسين يستأذنه ، فأذن له الحسين فحمل على القوم ، فبينما هو يقاتل وإذا زوجته أتت إليه من خلفه وهي تنادي : وهب ... قاتل دون الطيبين آل رسول الله ؛ فرجع إليها وقال لها ، ويلك الآن كنت تنهيني عن القتال ؛ قالت : وهب لا تلمني إنّ واعية الحسين كسرت قلبي ، ثم قال لها : ارجعي إلى خدرك ، فلم ترجع لأنّها مدهوشة ... أقبل وهب إلى الحسين وقال له : سيدي ارجعها. فجاء إليها الحسين وأرجعها ، فحمل وهب على القوم وجعل يقاتل حتى قتل منهم مقتلة عظيمة ، فتعطّفوا عليه أعداء الله وقتلوه واحتزوا رأسه رموا به نحو معسكر الحسين ، فأخدته أمّه ووضعته في حجرها وجعلت تقول : بني وهب بيّض الله وجهك ... ، وحملت على القوم وجعلت تقول :
أنا عجوز في النسا ضعيفه |
|
خاوية بالية نحيفة |
اضربكم بضربة عنيفة |
|
دون بني فاطمة الشريفة (١) |
يقول الراوي : فأصابت رجلين فقتلتهما ، نظر الحسين عليهالسلام وإذا بامرأة تقاتل فعندها أقبل إليها وقال لها : يا اُم وهب ارجعي إلى الخدر.
كتب القتل والقتال علينا |
|
وعلى المحصنات جرّ الذيول |
__________________
(١) توضيح ذكر صاحب الإبصار أنّ صاحبة الرجز هي اُم عمرو بن جنادة وإنّ ام وهب قتلها رستم غلام الشمر بعمود والله أعلم.