وروى أبو الفرج الأصبهاني : إنّ معاوية ابن أبي سفيان قال يوماً : من أحق الناس بهذا الأمر ـ يعني ـ الخلافة؟ فقال له جلساؤه : أنت! قال : لا ، إنّ أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين الأكبر لأنّ جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف.
وكانت تقصده الوفود والشعراء ، فممّا مدح به قول الشاعر :
لم تر عين نظرت مثله |
|
من محتف يمشي ومن ناعل |
يغلي نييء اللحم حتى إذا |
|
انضجّ لم يغل على الآكل |
كان إذا شبّت له ناره |
|
يوقدها بالشرف الطائل |
كيما يراها بائس مرمل |
|
أو فرد حي ليس بالآهل |
لا يؤثر الدنيا على دينه |
|
ولا يبيع الحق بالباطل |
أعني ابن ليلى ذاالسدى والندى |
|
أعني ابن بنت الحسب الفاضل |
وكان يكنى اباالحسن ، ويلقّب بالأكبر ، [لأنّه أكبر] أولاد الحسين عليهالسلام على ما رواه صاحب كتاب «الحدائق الوردية» في قول العقيقي وكثير من الطالبية ، لأنّ أولاد الحسين عليهالسلام ثلاثة منهم اسمهم اسم أبيه علي عليهالسلام.
وعن كثير ابن شاذان : شهدت علي الأكبر وهو إذ ذاك صبي وقد اشتهى عنباً في غير أوانه ، فقال لأبيه الحسين : أبه إنّي اشتهيت عنباً! فضرب الحسين عليهالسلام على يده إلى إسطوانة المسجد فأخرج له عنباً وموزاً في غير أوانه ودفع إليه وقال له : ولدي كل من فضل ما أنعم الله علينا. ثم التفت إلينا وقال : ما عندالله لأوليائه أكثر.
وذكر أرباب التأريخ في تأريخهم وأجمعوا على أن علي الأكثر شابه جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا بل شابه الأشباح الخمس وهم : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، أما شباهه بجدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكان إذا تلى آية أو