روى رواية شابه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلامه ومقاله ، بل وفي خلقه وأخلاقه.
يروى : أنّه دخل رجل نصراني مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له الناس : أنت رجل نصراني اخرج من المسجد. فقال لهم : إني رأيت البارحة في منامي رسول الله ومعه عيسى ابن مريم ، فقال عيسى ابن مريم : أسلم على يد خاتم الأنبياء محمد ابن عبدالله فإنّه نبي هذه الأمّه حقّاً ؛ وأنا أسلمت على يده وأتيت الآن لاُجدّد إسلامي على رجل من أهل بيته. قال : فجاؤا به إلى الحسين عليهالسلام فوقع على قدميه يقبلهما ، فلمّا استقرّ به المجلس قص له الرؤيا التي رآها في المنام فقال له : أتحبّ أن آتيك بشبيهه؟ قال : بلى سيدي ؛ قال : فدعى الحسين عليهالسلام بولده علي الأكبر ـ وكان إذ ذاك طفل صغير وقد وضع على وجهه البرقع ـ فجيء به إلى أبيه ، فلمّا رفع الحسين عليهالسلام البرقع من على وجهه ورآه ذلك الرجل وقع مغمى عليه ، فقال الحسين عليهالسلام : صبّوا الماء على وجهه ، ففعلوا فلمّا أفاق إلتفت إليه الحسين عليهالسلام وقال : يا هذا إنّ ولدي هذا شبيهاً بجدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال الرجل : اي والله ؛ فقال له الحسين عليهالسلام : يا هذا إذا كان عندك ولد مثل هذا وتصيبه شوكة ما كنت تصنع؟ قال : سيّدي أموت! فقال الحسين عليهالسلام : أخبرك إني أرى ولدي هذا بعيني مقطّعاً بالسيوف إرباً إرباً.
وأمّا شباهته بجدّه أمير المؤمنين عليهالسلام فإنّه شابهه عليهالسلام بالإسم والكنية وبالشجاعة وتعصّبه للحق ، وناهيك عن شجاعته عمّا رواه شيخنا أبو جعفر ابن بابويه القمي قال : ولمّا حمل علي بن الحسين على القوم زحزحهم عن أماكنهم وأنهضهم عن مواضعهم ، حتى قتل على عطشه مائة وعشرين رجلاً.
وروي : أنّه لمّا حمل على القوم يوم عاشوراء اختلف العسكر فيه وأخذ أصحاب ابن سعد كل يسأل من صاحبه : ابن من هذا؟! ومن يكون هذا الصبي؟! وأمّا الذين هم آخر الجيش فقد أخذتهم الدهشة حتى ظنّوا أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام