ولبسالته وصباحة وجهه قال بعض الأعداء : والله لو بسط إليَّ هذا الغلام يده وضربني لما رفعت يدي وضربته.
وللحرب قواعد وشؤون تعرف منها أنّه لابدّ أن يكون مع المحاربين سقاة وجرّاحون ومحرّضات ، ولابدّ للجيش من مقدم وكمين وقلب وجناحين ، ولكلّ واحدة من هذه الوظائف اناس يقومون بها لا يشاكلهم أحد ، أمّا وظيفة السقاة فإنّهم يجعلون الماء بالقرب فإذا رجع المحارب سالماً استقبلوه بالماء ، وإذا سقط جريحاً أدركوه بالماء. وحرب كربلاء خال من هذه الاشياء كلّها ، أمّا الماء فقد منعوا اصحاب الحسين عليهالسلام من أن يصلوا إليه وعلى المشرعة أربعة آلاف محارب ، فمن أين لهم الماء إذا رجع المحارب حتى يسقوه؟! أو إذا جرح المقاتل وسقط على وجه الارض؟!
وللمحارب أيضاً صفات خاصة وهي إذا برز لابدّ وأن تقوم أعمامه وأخواله أو إخوته وأولاده ، ويقفون بمكان حيث يرونه خوفاً عليه من الغيلة او أن يجعل له ظهيراً كما صنع أمير المؤمنين عليهالسلام ذلك يوم صفين لولده محمد بن الحنفية.
والقاسم [بن الحسن] عليهالسلام لم يجد ظهيراً لمّا برز ، وهناك فرق عظيم بين القاسم وبين عمّه محمّد بن الحنفية لأنّ محمد بن الحنفية شاهد حروباً جمّة والقاسم صبي لم يبلغ الحلم ولم يشاهد حرباً قبل يوم كربلاء.
ومنها أنّ محمد بن الحنفية برز وعليه لامة الحرب ، والقاسم برز يوم كربلاء سافراً على ذراعيه.
ومنها أن محمد بن الحنفية كان إذا رجع من الحرب استقبله أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام وأصحابه يحملون الماء له ، والقاسم كان إذا رجع استقبلته