ما بالي اذا ذكرت اربعة منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي ، واذا ذكرت الحسين عليهالسلام تدمع عيني؟! فأنبأه الله تعالى عن قصته ، وقال : (كهيعص) (١) فالكاف : اسم كربلاء ، والهاء : هلاك العترة الطاهرة ، والياء : يزيد وهو ظالم للحسين عليهالسلام ، والعين : عطش الحسين عليهالسلام ، والصاد : صبره ، فلما سمع زكريا علا بكاءه وزاد (٢).
ويروى أنّ رجلاً من بني اسرائيل سأل موسى ابن عمران أن يسأل ربه ليعفو عنه ، فسأل موسى ربه فقال عزّ من قائل : يا موسى اغفر لكلّ من سألني إلّا لقاتل الحسين عليهالسلام ، فقال موسى : ومن يقتله؟ قال : تقتله اُمّة جدّه ، عطشاناً غريباً ، وينهب رحله ، وتسبى نسائه ، وتقتل أصحابه؟ ، وتشهر رؤسهم على أطراف الرماح ، يا موسى صغيرهم يميته العطش ، وكبيرهم جلده منكمش ؛ فبكى موسى ولعن قاتل الحسين عليهالسلام (٣).
ومن مناجاة موسى عليهالسلام قال : يارب ، بم فضلّت اُمّة محمد على سائر الامم؟ فقال الله تعالى لعشر خصال ، فقال موسى ، وما تلك الخصال التي يعملونها : قال تعالى : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والجمعة ، والجماعة ، والقرآن ، والعلم ، والعاشوراء ، قال موسى : يا ربي وما العاشوراء؟ قال : البكاء والتباكي على سبط محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمرثية والعزاء على مصيبته ، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزى على سبط محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا وكانت له الجنة خالداً فيها ، ومن أنفق من ماله في محبة ابن بنت نبيه درهماً أو
_________________
(١) سورة مريم ١٩ : ١.
(٢) بحار الأنوار : ٤٤ : ٢٢٣ / ١ ـ باب (٣٠).
(٣) بحار الانوار : ٤٤ / ٣٠٨.