طريقه على خيمة حبيب بن مظاهر الأسدي فوجده جالساً وبيده سيفه مصلّت وهو يصلحه ويقول :
أيّها الصارم استعد جوابا |
|
لسؤالي إذا العجاج أثيرا |
فدخل عليه نافع فسلّم ، فرد حبيب السلام عليه ، فقال له حبيب : أنافع هذا؟ قال : نعم ، قال : يا نافع ما أخرجك في هذا الليل؟ قال نافع : فحكيت له القصة إلى أن بلغت إلى قول الحسين عليهالسلام لاُخته الحوراء زينب : يستأنسون بالمنية دوني كاستئناس الطفل بمحالب أُمّه.
فقال حبيب : اي والله لو لا انتظاره لهم لعاجلتهم بسيفي هذا ما ثبت قائمه بيدي ، فقال نافع : يا حبيب إني قد فارقت الحسين عليهالسلام وهو عند اخته العقيلة زينب وهي في حال وجل ورعب وأظن إن النساء قد أفقن وشاركهن بالحسرة والزفرة فهل لك أن تجمع أصحابك وتواجههن بكلام يسكن قلوبهن ويذهب رعبهن؟ فقال : طوع إرادتك يا نافع.
ثم خرج حبيب ناحية ونافع الى جنبه ونادى :
يا أصحاب الحمية ويا ليوث الكريهة ... فتطالعوا (١) من منازلهم كالليوث الضارية ، يقدمهم أبوالفضل العباس عليهالسلام رام عمامتة من على رأسه ، وهو يقول : ما تريد يا بن مظاهر؟ لمثل هذا ادّخرني والدي ، فقال حبيب لبني هاشم : ارجعوا إلى مضاربكم لا سهرت عيونكم.
ثم إنّه خطب أصحابه وقال : أصحابي هذا نافع يخبرني بكيت وكيت وقد خلّف اُخت سيدكم وبقايا عيالاته وأهل بيته يتشاكين ويتباكين ، أصحابي
__________________
(١) في بعض الرواياة : فتطالع الأنصار والهاشميون ....