أخبروني عمّا أنتم عليه؟ فجردوا صوارمهم ورموا عمائمهم إلى الأرض وقالوا : يا حبيب والذي منّ علينا بهذا الموقف لئن زحف القوم إلينا لنحصدنّ رؤوسهم بأسيافنا ولنلحقنهم بأشياخهم أذلّاء صاغرين ولنحفظنّ وصية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أبنائه.
قال حبيب : إذاً هلمّوا معي ... ثم قام حبيب يمشي وتبعه أصحابه حتى جاء ووقف بين أطناب الخيم ونادى : السلام عليكم يا أهلنا ، السلام عليكم يا فخرنا ، السلام عليكم يا سادتنا ويا معشر حرائر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذه صوارم فتيانكم آلو أن لا يغمدوها إلا في رقاب أعدائكم ، وهذه أسنّة غلمانكم آلو أن لا يركزوها إلّا في صدور أعدائكم.
فخرجت إليهم [الحوراء] زينب وهي ملتحفة بملحفة اُمّها فاطمة الزهراء عليهاالسلام فبكت وبكت النسوة ، فنادتهم امرأة من الأنصار : حاموا أيها الطيبون عن الطيبات حرائر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : فاستقرّت عيالات الحسين تلك الليلة إلّا أنّه لم تنم لهم عين قط.
قال : وقام الحسين عليهالسلام وأصحابه تلك الليلة ولهم دويّ كدوي النحل ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد.
سمة العبيد من الخشوع عليهم |
|
لله أن ضمّتهم الأسحار |
وإذا ترجّلت الضحى شهدت لهم |
|
بيض القواضب أنّهم أحرار |
بيّض الله وجوههم لقد بذلو الجد والجهد دون سيدهم حتى كان الرجل منهم يتلقى السيوف والسهام والنبال بصدره ونحره بل كانوا يتسابقون إلى القتال ،