فهذا مسلم بن عوسجة نصر الحسين عليهالسلام حيّاً وأوصى به ميتأً (١).
قال ابن سعد في طبقاته : مسلم بن عوسجة كان صحابياً ممن رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وذكر غيره قال : كان مسلم بن عوسجة فارساً شجاعاً له في المغازي مواقف مشهورة ، وفي الفتوح الإسلامية مواطن مشهودة ، وكان ممّن كاتب الحسين ووفى له ، ولمّا دخل عبيدالله بن زياد الكوفة وسمع به مسلم بن عقيل خرج اليه لمحاربته فعقد لمسلم بن عوسجة على ربع مذحج وأسد ، ولابي تمامة على ربع تميم وهمدان ، ولعبيد الله بن عمر بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة ، وللعباس بن جعدة الجدلي على أهل المدينة ، فانهدوا إليه حتى حبسوه في قصره ثم إنّه فرّق الناس بالتخذيل عنه ، قال أبو جعفر : وبعد أن قبض مسلم بن عقيل اختفى مسلم بن عوسجة ولمّا بلغه أنّ الحسين عليهالسلام قد نزل كربلاء فرّ بأهله إلى الحسين عليهالسلام فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه.
قال أهل السير وأرباب المقاتل : لمّا التحم القتال حملت ميمنة عمر بن سعد (لعنه الله) على ميسرة الحسين عليهالسلام وفي ميمنة ابن سعد عمرو بن الحجاج الزبيدي وفي مسيرة الحسين عليهالسلام زهير بن القين البجلي ، وكانت حملتهم نحو الفرات فاضطربوا ساعة ، وكان مسلم بن عوسجة في الميسرة ، فقاتل قتالاً شديداً لم يسمع بمثله قط ، فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه وهو يقول :
__________________
(١) ممّن ذكر في ناحية المقدسة ، انظر بحار الأنوار : ١٠١ / ٢٦٩ ، وهو أول قتيل من أنصار الحسين عليهالسلام ، انظر تارخ الطبري : ٥ / ٣٦٩ ، وبحار الانوار : ٤٥ / ٦٩.
(٢) طبقات ابن سعد.