رسول الله قد أقبل. فسنّدته إلى صدرها فجعل الحسين والعباس يسئلانه عن حاله وعن مرضه والسجّاد يحمد الله ويشكره ثم قال : أبه أمقاتل أنت هؤلاء القوم في مكاننا هذا؟ قال : نعم يا بني ، فقال : أبه دعنا نرحل عن مكاننا هذا؟ فقال له العباس : يابن أخي أتحب أن ترحل من هذا المكان؟ قال : نعم يا عم ، فقال له : أمهلنا إلى غداة غد نرحل بأجمعنا فيصير الأمر إليك فلمّا سمعت زينب أختنقت بعبرتها وقامت ، فقال لها الحسين عليهالسلام : إلى أين يا قرّة عيني؟ فقالت : أخي أنا ماضية إلى خيمتي أبكي بيني وبين ربّي .. أخي إنّ كلام العباس قطع نياط قلبي.
ثم إنّ الحسين عليهالسلام قام وتوضّأ ودخل إلى الخيمة قد صنع له محرابا ، ولم يزل تلك الليلة قائماً وقاعداً ، وراكعاً وساجداً إلى الصباح ، وأمّا أصحابه فإنّهم إغتسلوا ولبسوا أكفانهم وباتوا تلك الليلة ولهم دويّ كدويّ النحل ، ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد ينتظرون الصباح.
ادركوا بالحسين أكبر عيد |
|
فغدوا في منى الطفوف أضاحي (١) |
__________________
(١) وذلك بعد أن خطبهم ليلة العاشوراء وأراهم منازلهم من الجنّة لمّا عرف منهم الثبات وكانوا في حالة من الإستبشار بلقاء الله عزّوجلّ وحب الشهادة بين يدي الحسين عليهالسلام ، وكان لبنات الرسالة وخصوصاً زينب عليهاالسلام مع الحسين عليهالسلام لقاء خاص.
زينب لفت يم حسين |
|
لاچن گابعه بالهم |
تگلّة يا ضوه عيوني |
|
عليمن هالفزع ملتم |
تعنّت ليه للخيمة |
|
او تفسّر والصخر ونتها |
طبّت گعدت اگباله |
|
او عالخد تهل دمعتها |
تگلة اعليك ضلع اُمّك |
|
المظلومه او مصيبتها |
سولفلي يماي العين
لا تخفي عَلَي يحسين
عليمن هالفزع صوبين