فقالوا : لا نخذلك ولا نختار العيش بعدك.
فقال عليهالسلام : إنّكم تقتلون حتى لا يفلت منكم أحداً.
فقالوا : الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك.
ثم أنّه دعا لهم ، وقال : ارفعوا رؤوسكم وانظروا ؛ فجعلوا ينظرون الى منازلهم في الجنّة.
ويروى أنّه قال في آخر خطبته : «أصحابي .. بنو عمومتي .. أهل بيتي ألا ومن كانت في رحله امرأة فاليبعث بها إلى أهلها ، فإنّ نسائي تسبى وأخاف على نسائكم السبي». فقام من بينهم حبيب بن مظاهر الأسدي وأقبل إلى خيمته فتبسّمت زوجته في وجهه ، فقال لها : دعينا والتبسّم قومي والحقي ببني عمّك من بني أسد ، فقالت : لم يابن مظاهر؟ أهل فعلت معك مكروهاً؟ قال : حاشا لله ، ولكن أما سمعت غريب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطبنا في هذه الساعة؟ قالت : بلى ، ولكن سمعت في آخر خطبته همهمة لا أعرفها؟ قال : خطبنا وقال : ألا ومن كانت في رحله امرأة فليبعث بها الى أهلها ، فلمّا سمعت الحرة نطحت رأسها بعود الخيمة وقالت : ما أنصفتني يابن مظاهر أيسرّك أنّ زينب يسلب إزارها وأنا أتزيّن بإزاري؟! أم يسرّك أنّ سكينة يسلب قرطها وأنا أتزين بقرطي؟! لا كان ذلك أبداً ، بل أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء. فلمّا سمع منها ذلك رجع الى الحسين عليهالسلام فرآه جالساً ومعه أخوه العباس فسلّم عليهما وجلس ، وقال : أبت الأسديّة أن تفارقكم.
أبت المروة أن تفارق أهلها |
|
وأبى العزيز أن يكون ذليلا |
فقال الحسين عليهالسلام : جزاكم الله خير الجزاء ، ثم قام الحسين عليهالسلام ومعه أخوه العباس وأقبل الى خيمة السجّاد ـ وكان حينئذ مريض ـ وعنده عمّته زينب تمرّضه ، فمّا نظر إلى أبيه قد أقبل نادى : عمّتاه سنّديني إلى صدرك فإنّ أبن