الفؤاد ، وتقلّ عنه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، رغبة مني إليك عمّن سواك ففرّجته وكشفته ، فأنت وليّ كلّ نعمة ، وصاحب كلّ حسنة ، ومنتهى كل رغبة.
قال علي بن الحسين عليهالسلام : فجعل القوم يجولون حول الخيم فرأوا الخندق وقد اضرمت فيه النار.
قال الراوي : ونادى شمر بن ذي الجوشن لعنه الله بأعلى صوته : تعجّلت بالنار يا حسين قبل يوم القيامة! فقال الحسين عليهالسلام : من هذا كأنه الشمر؟ فقيل له : نعم ، فقال : يابن راعية المعزى ، أنت أولى بها صليّاً.
قال : وأراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين عليهالسلام ، فقال له : سيدي دعني أرميه فإنّه فاسق ، فقال له الحسين عليهالسلام : إنّي أكره أن أبدئهم (١) بالقتال.
وقال محمّد بن أبي طالب : وأمر الحسين بإحضار جواده ، فقرب إليه واستوى عليه ، وتقدّم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير الهمداني (٢) ، فقال له الحسين : يا برير كلّم القوم ، فتقدّم برير وقال : يا قوم اتقوا الله فإنّ ثقل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أصبح بين أظهركم ، هؤلاء ذريّته وعترته وبناته وحرمه ، وما الذي تريدون أن تصنعون بهم؟ فقالوا : نريد أن نمكن منهم الأمير زياد ـ لعنه الله ـ فيرى
__________________
(١) نفس المهموم : ٢٣٩.
(٢) من أقادم أصحاب مولانا الحسين عليهالسلام ، وصفه الشيخ السماوي في ص ٧٠ من كتابه الجليل «أبصار العين في أنصار الحسين» بقوله «كان بُرير شيخاً ناسكاً قارئاً للقران من شيوخ القراء ...»
ووصفه الشيخ عباس القمي في ص ٢٦٦ من الجزء الأول من كتابه «سفينة البحار» بقوله : «كان من عباد الله الصالحين ، وكان شيخاً جليلاً من أشراف الكوفة من همدان الذين قال فيهم أمير المؤمنين عليهالسلام :
فلو كنتُ بوّاباً على باب جنّة |
|
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام |