منه الخاتم والحذا ، بأبي مَنْ رأسه بأرض وجثّته بأُخرى ، بأبي مَنْ رأسه إلى الشام يُهدى ، بأبي مَنْ أصبحت حرمه مهتوكة بين الأعداء ، بأبي مَنْ عسكره يوم الإثنين مضى ، ثمّ بكت بكاءً شديداً ، وأنشأت تقول :
ماتَ الفخارُ وماتَ الجودُ والكرمُ |
|
واغبرّتِ الأرضُ والأفاقُ والحرمُ |
وأغلقَ اللهُ أبوابَ السماءِ فما |
|
ترقى لهم دعوةٌ تُجلى بها الغممُ |
يا أُختُ قومي انظري هذا الجوادَ أتى |
|
ينبئكِ أنّ ابن خيرَ الخلقِ محترمُ |
ماتَ الحسينُ فيا لهفي لمصرعهِ |
|
وصارَ يعلو ضياءَ الأُمّةِ الظلمُ |
فائدة : قال أبو مخنف : ولمّا ارتفع صياح النساء ، صاح ابن سعد : ويلكم اكبسوا عليهنّ الأخبية واضرموهنّ ناراً ، فاحرقوها ومَنْ فيها. فقال رجل منهم : ويلك يابن سعد! أما كفاك قتل الحسين وأهل بيته وأنصاره عن إحراق أطفاله ونسائه؟! كأنّك تريد أن يخسف الله بنا الأرض؟! فتبادروا إلى نهب النساء الطاهرات.
قالت فاطمة بنت الحسين : كنت في ذلك الوقت واقفة في الخيمة ، إذ دخل رجل أزرق العين فأخذ ما كان في الخيمة ، ونظر إلى قرطين كانتا في أُذني فجعل يعالجهما وهو يبكي حتى نزعهما ، فقلت له : تسلبني وأنت تبكي؟! فقال : أبكي لمصابكم أهل البيت. فقلت له : قطع الله يديك ورجليك ، وأحرقك الله تعالى بنار الدنيا قبل الآخرة.
فائدة : قال أبو مخنف : ثمّ إنّ عمر بن سعد لعنه الله قال : مَنْ يبادر إلى جسد الحسين فيوطأه ، فابتدر إليه عشرة فوارس فحطّموا صدره وظهره.
إنتهي الجزء الأول من كتاب ثمرات الأعواد