على مصرع الحسين عليهالسلام واضعاً سبّابته في فيه ، أخاف يدعو على هذه الأُمّة فتهلك وأهلك معها. فسُئل السجّاد عن هذا الشخص ، قال : «ما أراه ألّا جبرئيل ، ولو أُذن له لصرخ صرخة جعل عاليها سافلها».
فائدة : قال الراوي : وانتهبوا رحل الحسين وإبله وأثقاله ، وسلبوا النساء وأخرجوهنّ من الخيام مسلّبات حافيات ، حاسرات باكيات نادبات ، يلذن بعضهنّ ببعض ، وهجموا على زين العابدين اجتذبوا النطع من تحته ، وألقوه على وجهه ؛ هذا يقول : اقتلوه ، وذاك يقول : دعوه ، والآخر يقول : لا تبقوا لأهل هذا البيت بقيّة ، ثمّ تركوه على حاله.
فائدة : روى أبو مخنف قال : قال عبد الله بن العباس : حدّثني مَنْ شهد الواقعة : أنّ فرس الحسين جعل يحمحم ، ويتخطّى القتلى في المعركة ، قتيلاً بعد قتيل حتى وقف على جثّة الحسين ، فجعل يمرّغ ناصيته بالدم ، ويلطم الأرض بيده ، ويصهل صهيلاً حتى ملأ البيداء ، فتعجّب القوم من فعاله ، فلمّا نظر عمر بن سعد لعنه الله إلى فرس الحسين قال : يا ويلكم أتوني به. وكان من جياد خيل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فركبوا في طلبه ، فلمّا أحسّ الجواد بالطلب جعل يلطم بيده ورجليه ، ويُمانع عن نفسه حتى قتل خلقاً كثيراً ، ونكّس فرساناً من خيولهم ولم يقدروا عليه ، فصاح عمر بن سعد لعنه الله : دعوه حتى ننظر ما يصنع. فلمّا أمن الجواد من الطلب أتى إلى جُثّة الحسين وجعل يمرّغ ناصيته بدمه ، ويبكى بكاء الثكلى ، وثار يطلب الخيمة.
فلمّا سمعت زينب بنت علي عليهالسلام صهيله أقبلت إلى سكينة وقالت لها : قد جاء أبوك بالماء ، فخرجت سكينة فرحة بذكر أبيها فرأت الجواد عارياً ، والسرج خالياً من راكبه ، فهتكت خمارها ، ونادت : وا أبتاه! وا حسيناه! وا قتيلاه! وا غربتاه! وا بعد سفراه! وا طول كربتاه! هذا الحسين بالعرى ، مسلوب العمامة والردا ، قد أُخذ