واُمّه فاطمة الزهراء ناشئاً في أصحاب جدّه وتلامذة أبيه فلا شك أنّه كان يغرُّ العلم غرّاً ، ومنه أخذ علم الجفر والجامعة الأئمّة التسعة صلوات الله عليهم.
وكان الناس يقدمون على الحسين عليهالسلام وينتفعون بما يسمع منه ، ويضبطون ما يروون عنه من الأحاديث والفتيا.
وأمّا فصاحته ، ناهيك عن خطبته التي خطبها بالمدينة ومكّة قبل خروجه إلى العراق ، والتي سجلها له التاريخ في كربلاء ، فمن خطبته الشهيرة بمكّة إذ يقول في أولها :
«خطّ الموت علي ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ... إلى آخرها» (١).
وخطبته يوم عاشوراء التّي في أولها يقول :
«ألا إنّ الدعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ، ورسوله ، والمؤمنون ، وحجور طابت ، وبطون طهرت ، واُنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام» (٢).
وأمّا شجاعته فصارت يضرب بها المثل ، قال صاحب اسعاف الراغبين : «كان الحسين شجاعاً مقداماً من حين كان طفلاً» (٣).
وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج قال : فيما أفتخرت به بنو هاشم على بني أُميّة قولهم : من مثل الحسين بن علي عليهالسلام يوم الطف ، ما رأينا مكثوراً (٤) قد فرق من اُخوته وأهله وأنصاره أشجع منه ، كان كالليث الوجوب يحطم الفرسان حطماً ، وما ظنك برجل أبت نفسه الدنيا الدنيه وأن يعطي بيده ، فقاتل حتى قتل
__________________
(١) كشف الغمة في معرفة الأئمة : ٢ / ٢٩.
(٢) الملهوف على قتلى الطفوف : ١٥٥ ، واظر تاريخ ابن عساكر : ٣١٧.
(٣) اسعاف الراغبين : ٢٠٢ «بهامش نور الأبصار للشبلنجي».
(٤) المكثور : المغلوب.