أخشى أن أموت؟ فقال عليهالسلام : لن تموت حتى أقضيها عنك ، فقضاها قبل موته (١).
أما جماله وحسنه : فقد كان يشبه جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بجمال وجهه الشريف ، قال «صاحب الخزانة» في ترجمة «عبيدالله ابن الحر الجعفي» أنّه قال : ما رأيت أحداً قط أحسن ولا املأ للعين من الحسين عليهالسلام (٢).
وعن أنس بن مالك : أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليهالسلام ، فجعل في طشت فجعل ابن زياد ينكث ثناياه ، وقال في حسنه شيئاً : رحمك الله يا حسين فلقد كنت حسن الثغر ، فقال أنس إبن مالك : كان أشبههم برسول الله صلىاللهعليهوسلم (٣).
وأمّا عبادته : فإنّه كان ينهج نهج أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في عبادته ، فقد ذكر «الملك المؤيد أبو الفداء» في تاريخه قال : كان الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وقد حج خمس وعشرين حجّة ماشياً على قدميه ونجائبه تقاد بين يديه ، إلى غير ذلك من عبادته (٤).
وأمّا تواضعه : فقد ذكر «ابن عساكر» في التأريخ الكبير : أنّ الحسين عليهالسلام مرّ بمساكين يأكلون في الصفة ، فقالوا : الغداء ؛ فنزل عليهالسلام وقال : إنّ الله لا يحب المتكبرين ، فتغدى ، ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني ، قالوا : نعم ، فمضى بهم إلى منزله وقال للرباب خادمته : اخرجي ما كنت تدخّرين (٥).
أقول يظهر من الرواية أنّ ابن عساكر اشتبه في الرباب خادمة الحسين عليهالسلام ،
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر.
(٢) خزانى الادب للبغدادي : ١ / ٢٩٨.
(٣) انظر تاريخ ابن عساكر «ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام» : ٤٦ / ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١.
(٤) تاريخ أبي الفداء. وذكر ذلك ايضا : ابن عساكر في تأريخه) ترجمة الامام الحسين عليهالسلام (: ٢١٥ و ٢١٦.
(٥) تاريخ ابن عساكر (ترجمة الامام الحسين عليهالسلام) : ٢١٨ / ١٩٨.