فيه بوفاة أخيه الحسن عليهالسلام ، وهو :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
من شيعته وشيعة أبيه ، أما بعد ...
«فقد بلغنا وفاة أخيك الحسن عليهالسلام ، فرحمه الله ، وضاعف حسناته بدرجة جدّه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأبيه علي عليهالسلام ، وضاعف لك الأجر بالمصاب ، فعند الله نحتسبه ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ممّا اصيب بهذه الامّة عامة ، ورزيت به خاصة ، فاصبر يا أبا عبد الله ، فإن ذلك من عزم الاُمور ، وإنّك والحمد لله خلف من كان قبلك ، وإنّ الله يعطي رشده لمن كان سبيلك ، ونحن شيعتك المحزونون بحزنك ، والمسرورون بسرورك ، والمنتظرون لأمرك ، والسلام» (١)
ثم صار الناس يقولون : إن هلك معاوية لن نبدل بالحسين أحداً ، وصاروا يختلفون إليه ، فبلغ ذلك معاوية ، فكتب للحسين عليهالسلام كتاباً يقول فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
من معاوية بن أبي سفيان
إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ... أمّا بعد ...
«فقد بلغني عنك أشياء قد انتهت إليّ ، واظنّها باطلة ، ولعمري إن كان ما بلغني عنك كما ظننت ، فأنت بذلك أسعد ، وبعهد الله أوفى ، ولا تحملني على أن أقطعك ، فأنك متى تكدني أكدك ، ومتى تكرمني أكرمك ، ولا تشق عصى هذه
__________________
(١) نقول : لم نعثر على هذه المكاتبة في كتاب الإرشاد في كتاب المفيد رحمه الله ، وذكره اليعقوبي في تأريخه باختلاف يسير : انظر تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٢١٦.