فمادت الأرض أو كادت تميد بنا |
|
حتى كأن قوى أركانها قلعا |
ثم تهيأ للمسير من وقته وساعته ، وسار إلى الشام فوجده حياً ، وكان معاوية قد كتب له وصية كما تقدم ، وقد كتب له في أمر الأربعة وكيف يعاملهم ، وهم الحسين بن علي بن ابي طالب ، وعبدالرحمن ابن ابي بكر ، وعبدالله بن عمر ، وعبدالله بن الزبير ؛ فقال ارباب التاريخ :
ولما فرغ يزيد من دفن أبيه جلس للعزاء فدخل عليه الناس وهم لا يدرون يعزونه ام يهنئونه ، فتقدم اليه عبدالله بن همام السلوي ، وقال : آجرك الله يا أمير على الرزية ، وبارك لك في العطية ، فاشكر الله على عطيته ، واصبر على عظيم رزيته ، ثم أنشأ يقول :
اصبر يزيد لقد لاقيت معظلة |
|
واشكر أيادي الذي للملك أعطاكا |
لا رزء أعظم والأقوم قد علموا |
|
لقد رزيت ولا عقباً كعقباكا |
أصبحت والي جميع الناس كلّهم |
|
فأنت ترعاهم والله يرعاكا |
ودخل عليه الضحاك بن قيس الفهري ، وقال : يا أمير أصبحت خليفة ورزيت بخليفة ، هنيئت بالعطية وأجرت على الرزية.
ولما تمت له الاُمور كتب إلى الوليد ابن عتبة ابن أبي سفيان ، كتاباً يأمره بأخذ البيعة له من أهل المدينة عامة ، ومن الحسين بن علي ، وعبد الرحمن ابن أبي بكر ، وعبدالله ابن عمر ، وعبدالله ابن الزبير ، خاصة (١).
وقال اليعقوبي في تأريخه : كتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وهو عامل المدينة :
__________________
(١) المنتظم لابن الجوزي : ٥ / ٣٢٢ ، تاريخ الاُمم والملوك للطبري : ٥ / ٣٣٨ ـ ٣٢٨ ، وانظر كتاب التعازي والمراثي لابن المبرد : ١١٩ ـ ١٢١.