للقتل ، قال حجر : أمهلوني حتى اُصلّي لربّي ركعتين ، فأمهلوه ، فقام حجر فتوضّأ وصلّى ركعتين ، أطال فيهما ليرى الناس أنه مسلم موحد ، فَبِم يستحلّ معاوية قتله؟ فلم ير في ذلك اليوم من يقول له : هذا مسلم وموحّد ، بم تستحلّ قتله؟ ولما قتله؟ فسمعت ابنة حجر بقتل أبيها فأنشأت تقول :
ترفع أيها القمر المنير |
|
لعلك أن ترى حجراً يسير |
يسير إلى معاوية بن حرب |
|
ليقتله كما زعم الأمير |
تجبرت الجبابر بعد حجر |
|
وطاب لها الخورنق والسدير |
وأصبحت البلاد به محولاً |
|
كأن لم يأتها يوم مطير |
ألا ياحجر حجر بن عدي |
|
تلقتك السلامة والسرور |
أخاف عليك ما أردى عدياً |
|
وشيخاً في دمشق له زئير |
فأن يهلك فكلّ عميد قوم |
|
إلى هلك من الدنيا يصير (١) |
وحدث زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق قال : أدركت الناس وهم يقولون : إنّ أوّل ذلٍّ دخل الكوفة هو لمّا مات الحسن بن علي عليهالسلام وقتل عدي بن حجر الكندي (٢).
إذ أنّ حجر كان ثقة ، معروفاً صحابياً وتابعاً ، شهد مع علي عليهالسلام صفين ،
__________________
(١) قيل هذه الأبيات لهند بنت زيد الأنصارية قالتها حينما ساروا بحجر إلى معاوية ، وذكر بعضهم أنّ هذه الأبيات لأخت حجر ، ورثاه أيضاً عبدالله بن خليفة الطائي بقوله :
أقول ولا والله أنسى فعالهم |
|
سجين الليالي أو أموت فاقبرا |
وكذلك رثاه قيس ابن فهدان بقوله :
يا حجر يا ذاالخير والأجر |
|
يا ذالفضائل نابه الذكر |
انظر : ترجمة «حجر بن عدي» من بغية الطالب لابن العديم : ١٥١ ، ١٥٩.
(٢) تاريخ الطبري : ٥ / ٢٧٩ ، وفي آخره : ودعوة زياد. (أي) : ادّعاه معاوية لزياد واستلحاقه بأبي سفيان.