والنهروان ، والجمل ، وكان من رجاله المشهورين ، ولمّا قتله معاوية ندم على ما فعل ، فدخل عليه رجل من الناس ، وقال له : أين صار عنك أبي سفيان؟ قال له : حين غاب عنّي مثلك (١).
وكان معاوية بعدها يقول ، ما قتلة أحداً إلّا وأنا أعرف فيم قتلته ، وما خلا حجراً فإنّي لا أعرف بأي ذنب قتله.
وروى اليعقوبي في تاريخه : قال معاوية للحسين بن علي عليهالسلام : يا أبا عبدالله علمت أنّا قتلنا شيعة أبيك فحنطناهم ، وكفناهم ، وصلّينا عليهم ، ودفناهم ، فقال الحسين عليهالسلام : حججتك ورب الكعبة ، لكنّا والله إن قتلنا شيعتك ، ما كفناهم ، ولا حنطناهم ، ولا صلّينا عليهم ، ولا دفناهم (٣).
أقول : لا يخفي على العارف مغزى جواب الحسين عليهالسلام ، كأنّه يقول : إنّ أصحاب أبي إسلام ، وأصحابك ليسوا بإسلام.
وذكر اليعقوبي أيضاً : قالت عائشة لمعاوية حيث حج ، ودخل إليها : يا معاوية أقتلت حجراً وأصحابه؟ فأين عزب حلمك عنهم؟ أمّا إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات (٤) قال : لم يحضرني رجل رشيد يا أم المؤمنين. ويروى أنّ معاوية كان يقول : ما أعدّ نفسي
__________________
(١) انظر ترجمة حجر بن عدي الكندي في كتاب الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة ، المعروف «بابن العديم» المتوفي (سنة ٦٦٠ هـ) والمطبوع مستلاً من كتابه : بغية الطلب في تاريخ حلب ، بتحقيق الدكتور سهيل زكّار.
(٢) وكان قتل حجر سنة احدى وخمسين ، وقيل سنة ثلاث وخمسين من الهجرة.
انظر : المنتظم لابن الجوزي : ٥ / ٢٤١ ، وتاريخ الطبري : ٥ / ٢٥٣ ، والكامل في التأرخ لابن الأثير : ٣ / ٢٠٩.
(٣) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٢١٩.
(٤) كنز الكمال للمتقي الهندي : ١١ / ٣٠٨٨٧ ، مثله.