حليماً بعد قتلي حجراً وأصحاب حجر (١).
وأما استلحاقه زياد بن أبيه وقد كان زياد يدّعي لجماعة ، وكان أخطب الناس وألسنهم فخاف معاوية عاقبة أمره لأنه كان يتشيع ويرى ولاية علي بن أبي طالب ، ولمّا قتل أمير المؤمنين عليهالسلام استمال الناس لولده الحسن عليهالسلام ، فخاف منه معاوية ، فاستلحق زياداً به لأنّ أباه أبا سفيان كان من جملة الذين وقعوا على اُمّه سمية ـ فكان ما كان من أمرها ـ فرغبه معاوية بالمال وألحقه به (٢) ، ونسى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» (٣).
وأمّا استخلافه يزيد (لعنه الله) من بعده وأخذ البيعة له ، فقد رواه المؤرخون كمحمّد بن عبدالله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة ، قال :
لم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن بن علي عليهالسلام إلّا يسيراً حتى بايع ليزيد بالشام ، وكتب بيعته إلى الآفاق وإلى عمّاله ، وكان عامله على المدينة مروان بن الحكم ، فكتب له يأمره أن يجمع من قبله من قريش وغيرهم من أهل المدينة ، ثم ليبايعوا يزيداً.
فلمّا قرأ مروان كتاب معاوية أبى ذلك ، وأبته قريش ، فكتب له ، إنّ قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك يزيد ، فأرني رأيك ، والسلام. فلمّا بلغ معاوية كتاب مروان عرف أنّ ذلك من قبله ، فعزله واستعمل سعيد ابن العاص (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٠.
(٢) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.
(٣) رواه الترمزي في سننه : ٥ : ٤٣٣ / ٢١٢٠ و ٤٣٤ / ٢١٢١ ـ الباب (٥) ـ كتاب الوصايا.
ورواه السيوطي في الجامع الصغير : ٢ : ٧٢٣ / ٩٦٨٨ ، وغيرهما باسانيد اُخرى ، وهو من الأحاديث المتواترة والمسلم على صحتها عند المسلمين عامة وخاصة.
(٤) الإمامة والسياسة : ١ / ١٩٧.