أمير المؤمنين عليهالسلام إلى قتل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلازم بعده الحسن والحسين عليهمالسلام إلى أن توفي أيام معاوية ، وكان جعدة يفتخر ـ ويحق له الفخر ـ ويقول :
أبي من بني مَخزوم إن كُنتَ سائلاً |
|
وَمِن هاشمٍ أُمّي لَخيرُ قَبيلِ |
فَمن ذا الذي يبني عَليَّ بخالهِ |
|
كخَالي علي ذي النّدى وعقيل (١) |
«ولقد كاتب الحسين عليهالسلام بعد وفاة أخيه الحسن عليهالسلام :
أمّا بعد فإنّ الشيعة متطلّعة أنفسها إليك ، لا يعدلون بك الى أحد وقد عرفوا رأي أخيك الحسن في دفع الحرب ، وعرفوك باللين لأوليائك والغلظة لأعدائك ، فإن أحببت أن تطلب هذا الأمر لك فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك».
فأجابه الحسين عليهالسلام غير أنّ جوابه يظهر كان لعموم الشيعة :
«أمّا بعد فإنّ أخي الحسن أرجو أن يكون الله قد وفقه وسدده ، فيما يأتي ، وأمّا أنا فليس رأيي ذاك ، فألصقوا بالأرض واحترسوا عن الظنّة والتهمة ما دام معاوية حيّاً ، فإن حدث به حادث كتبت إليكم برأي والسلام».
فأُم هاني على ما ذكرت كانت جليلة القدر ، عظيمة الشأن ، روت عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحاديث كثيرة ذكرت في الصحاح ؛ ولعظم شأنها أنّ الهاشميات إذا أصابتهن مصيبة أو نزلت بهنّ نازلة فزعن إليها ، لذا لمّا بلغهن خبر سفر الحسين عليهالسلام الى العراق أقبلن إليها وقلن لها : يا اُم هاني أما علمت بما عزم عليه الحسين عليهالسلام ، فإنّه عزم على المسير إلى العراق ، فهل لك أن تمضن لنودّع النسوة ونتزوّد من الحسين؟ فقامت اُم هاني ـ وهي امرأة عجوز محدوبة الظهر ـ حتى أقبلت إلى دار الحسين عليهالسلام ، وكان الحسين واقفاً على باب داره ، فلمّا نظر أليها نظر إلى غلامة وقال له : من هذه المقبلة؟ فقال له : سيدي أظنّها عمّتك اُم هاني ؛
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.