أثرا صالحا يعدّها لدار الكرامة ، وإن لم يبلغ هذا القدر بأن غلب عليها العمل الصالح ، أو استوى الأمران ، جوزيت على كل بحسب درجته ومقداره.
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧))
تفسير المفردات
الملك : السلطة والتصرف في الأمر بيدك الخير : أي بقدرتك التي لا يقدر قدرها ، الخير كلّه تتصرف فيه أنت وحدك ، الولوج : الدخول ، والإيلاج : الإدخال ، ويراد به زيادة زمان النهار في الليل والعكس بالعكس بحسب المطالع والمغارب فى أكثر البلدان.
المعنى الجملي
كان الكلام في حال النبي صلى الله عليه وسلم مع المخاطبين بالدعوة من المشركين وأهل الكتاب ؛ فالمشركون كانوا ينكرون النبوة لرجل يأكل الطعام ، ويمشى فى الأسواق ، كما أنكر ذلك أمثالهم على الأنبياء من قبل ، وأهل الكتاب كانوا ينكرون أن يكون نبىّ من غير آل إسرائيل ، فجاءت هذه الآية تسلية للنبى صلى الله عليه وسلم في مقام عناد المنكرين ، ومكابرة الجاحدين ، وتذكيرا له بقدرته تعالى على نصره وإعلاء دينه ، وكأنه يقول له : إذا تولى هؤلاء الجاحدون عنك ولم يقنعهم