الإيضاح
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) أي مثل الذين ينفقون المال يبتغون به رضا الله وحسن مثوبته كمن يزرع حبة فى أرض مغلة فتنبت سبع سنابل : أي تخرج ساقا تتشعب منه سبع شعب في كل سنبلة منها مائة حبة كما يرى في كثير من الحب كالذرة والدّخن.
وقد عنى بتطبيق هذا المثل علميا بعض أعضاء الجمعية الزراعية بمصر في مزارع القمح التي لها في التفتيش النموذجى وفي غيره ، فهدتهم التجارب إلى أن الحبة الواحدة لا تنبت سنبلة واحدة بل أكثر ، وقد وصلت أحيانا إلى أربعين ، وأحيانا إلى ست وخمسين ، وأحيانا إلى سبعين ، كما دلتهم أيضا على أن السنبلة الواحدة تغل أحيانا ستين حبة أو أكثر ، وقد عثر في عام (١٩٤٢ م) أحد مفتشى الجمعية على سنبلة أنبتت سبعا ومائة حبه وعرض نتيجة بحثه على الإخصائيين من رجال الجمعية وغيرهم في حفل جامع ، ورأوا تلك السنبلة وعدوها عدّا ، فاتفقت كلمتهم على صدق ما عدّ ورأى ، وشكروه على جهوده الموفقة ـ والزمان كفيل بتأييد قضايا الكتاب الكريم مهما طال عليها الأمد وكلما تقدم العلم ظهر صدق ما أخبر به.
وخلاصة ذلك ـ إن المنفق في إرضاء ربه وإعلاء دينه كمثل أبرك بذر زرع فى أخصب أرض ، فنما نموّا حسنا فجاءت غلته سبعمائة ضعف.
(وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) فيزيده زيادة لا حصر لها.
أخرج ابن ماجه عن علىّ وأبي الدرداء كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم ، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك ، فله بكل درهم يوم القيامة سبعمائة درهم» ثم تلا هذه الآية.
وعن معاذ بن جبل أن الغزاة المنفقين قد خبأ الله تعالى لهم من خزائن رحمته ما ينقطع عنه علم العباد.