فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١٥٠))
تفسير المفردات
الخرص : الحزر والتخمين ويراد به لازمه وهو الكذب ، الحجة : الدلالة المبينة للقصد المستقيم ، هلم أي أحضروا ، يعدلون أي يتخذون له مثلا وعديلا يعادله ويشاركه.
المعنى الجملي
كان الكلام فى سالف الآيات فى تفصيل أصول الإسلام من توحيد الله والنبوة والبعث ، وفى دحض شبهات المشركين التي كانوا يحتجون بها على شركهم وتكذيبهم للرسل وإنكارهم للبعث. وفى بيان أعمالهم التي هى دلائل على الشرك من التحريم والتحليل بخرافات وأوهام.
وهنا ذكر شبهة لهم مثل بمثلها كثير من الكفار ، وهم وإن لم يكونوا قالوها وأوردوها على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن الله المحيط علمه بكل شىء يعلم أنهم سيقولونها ، فذكرها ورد عليها بما يبطلها ، وكان ذلك من إخباره بأمور الغيب قبل وقوعها.
الإيضاح
(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) أي سيقول هؤلاء المشركون لو شاء الله ألا نشرك به من اتخذنا من الأولياء والشفعاء من الملائكة والبشر ، وألا نعظّم ما عظمنا من تماثيلهم وصورهم ، وألا يشرك آباؤنا من قبلنا ـ لما أشركنا ولا أشركوا ، ولو شاء ألا نحرم شيئا مما حرمنا من الحرث والأنعام وغيرها ـ لما حرمنا ، ولكنه شاء أن نشرك به هؤلاء الأولياء والشفعاء ليقربونا