سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٩٨) وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩))
تفسير المفردات
الأعراب : اسم لبدو العرب : واحده أعرابى والأنثى أعرابية ، والعرب اسم لهذا الجيل الذي ينطق بهذه اللغة بدوه وحضره : واحده عربى ، والمغرم : الغرامة والخسران ، من الغرام بمعنى الهلاك ، والدائرة : ما يحيط بالشيء والمراد بها ما لا محيص منه من تصاريف الأيام ونوائبها التي تحيط شرورها بالناس ، والدائرة أيضا : النائبة والمصيبة ، والسوء : اسم لما يسوء ويضر ، والقربات : واحدها قربة ، وهى فى المنزلة والمكانة كالقرب فى المكان والقرابة فى الرحم ، والصلوات : واحدها صلاة ، ويراد بها الدعاء.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أحوال العرب مؤمنيهم ومنافقيهم ، بين فى هذه الآيات الثلاث أحوال الأعراب مؤمنيهم ومنافقيهم كذلك.
الإيضاح
(الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ) أي إن طبيعة البداوة اقتضت أمرين :
(١) إن كفارهم ومنافقيهم أشد كفرا ونفاقا من أمثالهم من أهل الحضر ، ولا سيما من يقيم منهم فى المدينة ، فهم أغلظ طباعا وأقسى قلوبا ، لأنهم يقضون جلّ أعمارهم فى رعى الأنعام وحمايتها من ضوارى الوحوش ـ إلى أنهم محرومون من العلوم الكسبية والآداب الاجتماعية.
(٢) إنهم أحق وأحرى من أهل الحضر بألا يعلموا حدود ما أنزل الله على