بكم أيها المكذبون ، أترمون بحجارة من السماء أم تخسف بكم الأرض؟ كل هذا علمه عند ربى.
وفى صحيح البخاري وغيره من حديث أمّ العلاء أنها قالت : «لما مات عثمان ابن مظعون رضى الله عنه ، قلت : رحمة الله عليك يا أبا السائب ، لقد أكرمك الله تعالى ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه؟ أمّا هو فقد جاءه اليقين من ربه ، وإنى لأرجو له الخير ، والله ما أدرى ـ وأنا رسول الله ـ ما يفعل بي ولا بكم ، قالت أمّ العلاء فو الله ما أزكى بعده أبدا».
وفى رواية الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس «أنه لما مات قالت امرأته أو امرأة : هنيئا لك ابن مظعون الجنة ، فنظر إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نظر مغضب وقال : وما يدريك؟ والله إنى لرسول الله ، وما أدرى ما يفعل الله بي ، فقالت :
يا رسول الله صاحبك وفارسك وأنت أعلم ، فقال : أرجو له رحمة ربه تعالى وأخاف عليه ذنبه».
ومن هذا يعلم أن ما ينسب إلى بعض الأولياء من العلم بشئون الغيب ، فهو فرية على الله ورسوله ، وكفى بما سلف ردّا عليهم.
ثم أكد ما سلف وقرره بقوله :
(إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ) أي ما أتبع إلا القرآن ، ولا أبتدع شيئا من عندى.
ثم زاد الأمر توكيدا فقال :
(وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي وما أنا إلا نذير ، أنذركم عقاب الله ، وأخوّفكم عذابه ، وآتيكم بالشواهد الواضحة على صدق رسالتى ، ولست أقدر على شىء من الأعمال الخارجة عن قدرة البشر.