وقال قتادة : نزلت فى وفد تميم وكانوا سبعين رجلا منهم الزّبرقان بن بدر وعطارد ابن حاجب وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم ، جاءوا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم للمفاخرة ، فنادوا على الباب : اخرج إلينا يا محمد ، فإن مدحنا لزين ، وإن ذمنا لشين ، فخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول : إنما ذلكم الله الذي مدحه زين ، وذمه شين ، فقالوا : نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك ، فقال رسول الله : ما بالشعر بعثت ، ولا بالفخار أمرت ، ولكن هاتوا فقام شاب منهم فذكر فضله وفضل قومه ، فقال صلّى الله عليه وسلّم لثابت بن قيس بن شماس وكان خطيب النبي صلّى الله عليه وسلم ، قم فأجبه فأجابه ، وقام الزّبرقان بن بدر فقال :
نحن الكرام فلا حىّ يعادلنا |
|
منا الملوك وفينا تنصب البيع |
إلى أن قال :
فلا ترانا إلى حىّ يفاخرهم |
|
إلا استفادوا فكانوا الرأس يقتطع |
فمن يفاخرنا فى ذاك نعرفه |
|
فيرجع القوم والأخبار تستمع |
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحسان بن ثابت أجبه فقال :
إن الذوائب من فهر وإخوتهم |
|
قد بيّنوا سنة للناس تتّبع |
يرضى بها كل من كانت سريرته |
|
تقوى الإله وكل الخير يصطنع |
قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوهم |
|
أو حاولوا النفع فى أشياعهم نفعوا |
سجيّة تلك منهم غير محدثة |
|
إنّ الخلائق فاعلم شرّها البدع |
فى قصيدة طويلة ، فلما فرغ حسان من قوله ، قال الأقرع بن حابس : وأبى إن هذا الرجل لمؤتّى له ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعره أشعر من شاعرنا ، ولأصواتهم أعلى من أصواتنا ، ثم دنا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : أشهد