عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣))
تفسير المفردات
لو لا : كلمة تفيد الحثّ على حصول ما بعدها ، أي هلا أنزلت سورة فى أمر الجهاد ، محكمة : أي بيّنة واضحة لا احتمال فيها لشىء آخر ، مرض : أي ضعف ونفاق ، نظر المغشىّ عليه من الموت : أي كما ينظر المصروع الذي لا يطرف بصره جبنا منه وهلعا ، أولى لهم : أي فويل لهم ، وهو من الولي بمعنى القرب ، والمراد الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه ويقرب منهم ، عزم الأمر : أي جدّ أولو الأمر ، عسى كلمة تدل على توقع حصول ما بعدها ، توليتم أي توليتم أمور الناس. وتأمرتم عليهم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عزّ اسمه حال المنافقين والكافرين والمؤمنين حين استماع آيات التوحيد والحشر والبعث وغيرها من الأمور التي أوجب الدين علينا اعتقادها بقوله فيما سلف «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ» وقوله : «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً» ـ أردف هذا فذكر حالهم فى الآيات العملية كآيات الجهاد والصلاة والزكاة ونحوها ، فأبان أن المؤمنين كانوا ينتظرون مجيئها ويرجون نزولها ، وإذا تأخرت كانوا يقولون : هلا أمرنا بشىء من ذلك ، لينالوا ما يقرّبهم من ربهم ويحصلوا على رضوانه والزلفى إليه ، وأن المنافقين كانوا إذا نزل شىء من تلك التكاليف شق عليهم ونظروا نظرة المصروع الذي يشخص بصره خوفا وهلعا. ثم ذكر نتيجة لما سلف ، وفذلكة