مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (٥) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (٦))
تفسير المفردات
أجل مسمى : هو يوم القيامة ، أنذروا : أي خوّفوا ، معرضون : أي مولّون لاهون ، تدعون : أي تعبدون ، شرك : أي نصيب ، أثارة : أي بقية ، ومثلها الأثرة (بالتحريك) يقال (سمنت الإبل على أثارة) أي بقية شحم كان قبل ذلك ، حشر : أي جمع ، كافرين : أي مكذبين.
المعنى الجملي
بدأ سبحانه السورة بإثبات أن هذا القرآن من عند الله ، لا من عند محمد كما تدّعون ثم ذكر أن خلق السموات والأرض مصحوب بالحق قائم بالعدل والنظام ، ومن النظام أن تكون الآجال مقدرة معلومة لكل شىء ، إذ لا شىء فى الدنيا بدائم ، ولا بد من يوم يجتمع الناس فيه للحساب ، حتى لا يستوى المحسن والمسيء ، ولكن الذين كفروا أعرضوا عن إنذار الكتاب ولم يفكروا فيما شاهدوا فى العالم من النظام والحكمة ، فلا هم بسماع الوحى متعظون ، ولا هم بالنظر فى العالم المشاهد يعتبرون ؛ ثم نعى على المشركين حال آلهتهم وأمر رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يقول لهم : أخبرونى ماذا خلق آلهتكم من الأرض ، أم لهم شركة فى خلق السموات حتى يستحقون العبادة؟ فإن كان لهم ما تدّعون فهاتوا دليلا على هذا الشرك المدّعى بكتاب موحى به من قبل القرآن أو ببقية