أحد وعشرون شهرا ، وإذا ولدت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة وعشرون شهرا ، وإذا ولدت لستة أشهر فحولان كاملان لأن الله يقول : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً).
(حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ) أي حتى إذا اكتهل واستوفى السن التي تستحكم فيها قوته وعقله وهى فيما بين الثلاثين والأربعين.
(وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) وهذا نهاية استحصاد العقل واستكماله ، ومن ثم روى عن ابن عباس : من أتى عليه الأربعون ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار ولهذا قيل :
إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن |
|
له دون ما يهوى حياء ولا ستر |
فدعه فلا تنفس عليه الذي مضى |
|
وإن جرّ أسباب الحياة له العمر |
قال المفسرون : لم يبعث الله نبيا قط قيل الأربعين إلا ابني الخالة «عيسى ويحيى» (قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ) أي رب وفقني لشكر نعمك التي غمرتنى بها فى دينى ودنياى ، بما أتمتع به من سعة فى العيش ، وصحة فى الجسم ، وأمن ودعة ، للإخلاص لك ، واتباع أوامرك ، وترك نواهيك ، وأنعمت بها على والدىّ من تحننهما علىّ حين ربيانى صغيرا.
(وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ) أي واجعل عملى وفق رضاك لأنال مثوبتك.
(وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) أي واجعل الصلاح ساريا فى ذريتى ، متمكنا من نفوسهم ، راسخا فى قلوبهم.
قال ابن عباس : أجاب الله دعاء أبى بكر فأعتق تسعة من المؤمنين منهم بلال وعامر بن فهيرة ، ولم يرد شيئا من الخير إلا أعانه عليه ، ودعا فقال : أصلح لى فى ذريتى ، فأجابه الله تعالى ، فلم يكن له ولد إلا آمنوا جميعا ، فاجتمع له إسلام أبويه وأولاده جميعا ، وقد أدرك أبوه وولده عبد الرحمن وولده أبو عتيق النبىّ صلّى الله عليه وسلم وآمنوا به ، ولم يكن ذلك لأحد من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين.