(بالضم والفتح) كالضعف والضعف : المشقة ، وحمله : أي مدة حمله ، وفصاله : فطامه ؛ والمراد به الرضاع التام المنتهى بالفطام ، والأشد : استحكام القوة والعقل ، أوزعنى : أي رغبنى ووفقني ، من أوزعته بكذا : أي جعلته مولعا به راغبا فى تحصيله ، والقبول : هو الرضا بالعمل والإثابة عليه ، فى أصحاب الجنة : أي منتظمين فى سلكهم كما تقول أكرمنى الأمير فى أصحابه.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فى سابق الآيات توحيده سبحانه وإخلاص العبادة له والاستقامة فى العمل ـ أردف هذا الوصية بالوالدين ، وقد فعل هذا فى غير موضع من القرآن الكريم كقوله : «وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» وقوله : «أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ».
روى أن هذه الآية نزلت فى أبى بكر إذ أسلم والداه ولم يتفق ذلك لأحد من الصحابة ، فأبوه أبو قحافة عثمان بن عمرو ، وأمه أمّ الخير بنت صخر بن عمرو.
الإيضاح
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً) أي أمرناه بالإحسان إليهما والحنوّ عليهما ، والبر بهما فى حياتهما وبعد مماتهما ، وجعلنا البر بهما من أفضل الأعمال ، وعقوقهما من الكبائر ، والآيات والأحاديث فى هذا الباب كثيرة.
ثم ذكر سبب التوصية وخص الكلام بالأم لأنها أضعف وأولى بالرعاية ، وفضلها أعظم كما ورد فى صحيح الأحاديث ومن ثم كان لها ثلثا البر ؛ فقال :
(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) أي إنها قاست فى حمله مشقة وتعبا من وحم وغثيان وثقل إلى نحو أولئك مما ينال الحوامل ، وقاست فى وضعه مشقة من تعب الطلق وألم الوضع ، وكل هذا يستدعى البر بها واستحقاقها للكرامة وجميل الصحبة.
(٢ ـ مراغى ـ السادس والعشرون)