الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨))
تفسير المفردات
الفاسق : هو الخارج عن حدود الدين ، من قولهم : فسق الرطب إذا خرج من قشره والتبين : طلب البيان ، والنبأ : الخبر ، قال الراغب : ولا يقال للخبر نبأ إلا إذا كان ذا فائدة عظيمة وبه يحصل علم أو غلبة ظن بجهالة : أي جاهلين حالهم ، فتصبحوا : أي فتصيروا ، نادمين : أي مغتمّين غما لازما متمنين أنه لم يقع ؛ فإن الندم الغم على وقوع شىء مع تمنى عدم وقوعه ، لعنتّم : أي لوقعتم فى الجهد والهلاك ، والكفر : تغطية نعم الله تعالى بالجحود لها ، الفسوق : الخروج عن الحد كما علمت ، والعصيان : عدم الانقياد ، من قولهم : عصت النواة : أي صلبت واشتدت ، والرشاد : إصابة الحق واتباع الطريق السوىّ.
المعنى الجملي
أدب الله عباده المؤمنين بأدب نافع لهم فى دينهم ودنياهم ـ أنه إذا جاءهم الفاسق المجاهر بترك شعائر الدين بأيّ خبر ، لا يصدقونه بادى ذى بدء حتى يتثبتوا ، ويتطلبوا انكشاف الحقيقة ولا يعتمدوا على قوله ، فإن من لا يبالى بالفسق لا يبالى بالكذب الذي هو من فصيلته ـ كراهة أن يصيبوا بأذى قوما هم جاهلون حالهم ، فتندموا على ما فرط منكم ، وتتمنوا أنه لو لم يكن قد وقع.
روى عن ابن عباس «أن الآية نزلت فى الوليد بن عقبة بن أبى معيط ، وكان قد بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى بنى المصطلق ليأخذ الصدقات ، فلما أتاهم الخبر فرحوا به وخرجوا يستقبلونه ، فلما حدّث بذلك الوليد حسب أنهم جاءوا لقتاله ،