المترجم بالفارسية ، وقد أجاد في ترجمته وأفاد بما هو المراد (ص ٢٣٩ ، بتصحيح الأستاذ العلامة الشعرانى وتعليقاته عليه).
ومنها ما في هياكل النور للسهروردى ، وهو الطريق الثالث من طرقه في تجرّد النفس تجردا تامّا عقليا ، قال :
لا تدرك أنت شيئا إلّا بحصول صورته عندك فانّه يلزم أن يكون ما عندك من الشيء الذي أدركته مطابقا له وإلّا لم تكن أدركته كما هو وعقلته معانى يشترك فيها كثيرون فانّك عقلتها على وجه يستوى نسبتها إلى الفيل والذبابة فصورتها عندك غير ذات مقدار لأنّها تطابق الصغير والكبير ، فمحلّها منك أيضا غير متقدر وهو نفسك الناطقة لأنّ ما لا يتقدر لا يحل في جسم متقدر. فنفسك غير جسم ولا جسمانية ولا يشار إليها لتبرّيها عن الجهة. وهي أحدية صمدية لا تقسمها الأوهام أصلا. ولما علمت أنّ الحائط لا يقال له أعمى ولا بصير ، فإنّ العمى لا يقال إلّا على من يصحّ أن يبصر ، فالبارى والنفس الناطقة وغيرهما مما سيأتي ذكره ليست جسما ولا جسمانية ، فهي لا داخلة العالم ولا خارجته ، ولا متصلة ولا منفصلة ، وكل هذه من عوارض الأجسام يتنزّه عنها ما ليس بجسم. فالنفس الناطقة جوهر لا يتصور أن تقع عليه الإشارة الحسيّة من شأنه أن يدبر الجسم ، أو يعقل ذاته والأشياء الخارجة عنه بصورها.
أقول : نقلنا عبارة هذا الدليل على تجرّد النفس من نسخة مخطوطة من شرح الدوانى على هياكل النور للسهروردى وما في مطبوعة مصر تخالف بعض عباراته ففيها :
... فإنّه يلزم أن يكون ما أدركته مطابقا له ... كما هو ثمّ انك تعقل معانى كثيرة .... الأوهام ولما علمت ... ليست أجساما ولا جسمانيين ... ولا منفصلة إذ كل هذه ... ويتنزه عنها ... الجسم وأن يعقل إلخ.
والدليل أيضا مترجم في هياكل النور بالفارسية (ص ٨٦ ـ ٨٧ ، ط ايران) :
بدان كه تو چون چيزى بدانى كه ندانسته باشى ، دانستن تو آن باشد كه صورت آن چيز كه بدانستى در ذهن تو حاصل شود إلخ.
وخلاصته : أنّ الصور العلمية العقلية مرسلات كلية ومطلقات نورية فوعاؤها المتّهب