مدة ، ولما ضعفت عن الاستصلاح في شيء من حالاتها مدة أصلا غير أن الخطب في إزالة هذا الظن يسير فإنّ استصلاحها للقالب لا يكون إلّا بآلة معدّة لها وهي الطبيعة ، ثمّ الطبيعة في ذاتها قوّة متناهية فأمّا قبولها فلن يكون إلّا لمجرّد ذاتها ، ولهذا ليست يحتاج فيه إلى المدّة ولن يلحق فتور في القوّة وباللّه التوفيق.
تبصرة : هذا البرهان كما يدل على تجرّد النفس الناطقة كذلك يدلّ على أنّ لها مقام فوق التجرّد حيث قال : «فاذا الجوهر الصالح منه لقبول العلم يجب أن تكون قوته على قبوله غير متناهية ...» ونحوه من عبارات أخرى في هذا القياس.
وكذلك البرهان الذي نقلناه قبل هذا البرهان من رسالته السعادة ناطق بأنّ للنفس مقام فوق التجرّد حيث قال : «ثمّ القوّة الناطقة تقوى على أفاعيل غير متناهية ...».
ثمّ ما أشار إليه الشيخ في رسالة السعادة في أثناء البرهان من قوله : «إذا الصور الهندسيّة والعددية ...» فراجع في بيانه الدرس الثانى عشر من كتابنا دروس معرفة الوقت والقبلة ، وكذلك كتابنا الآخر إنسان وقرآن في بيان درجات آيات القرآن (ص ٧٧ ـ ١٠٨) ، سيّما الباب الأوّل من رسالتنا المسماة بـ الصحيفة الزّبرجديّة في كلمات سجّاديّة.