قوله : «مخالفة لها بالعدد» أي لا بالنوع بقرينة مقابلته لقوله بالنوع. وهي أي الصورة الأخرى أيضا في النفس وفي آلتها. وأمّا بيان المخالفة بالنوع فسيأتى في قوله : وأنت تعلم أنّه لا يجوز إلخ».
قوله : «فصورة آلتها في آلتها وفيها بالشركة» قال الملّا عبد الرزاق في بيانه : «يعنى أنّ صورة آلتها قائمة في مادة آلتها فتكون في آلتها ، وكذلك تكون فيها أي في القوّة العاقلة أيضا لأنّ المفروض أنّ القوة العاقلة حالّة في مادة آلتها فهي أعنى صورة الآلة كما تكون حاضرة لمادّة الآلة تكون حاضرة للقوّة العاقلة أيضا فيجب أن تكون عاقلة لصورة الآلة دائما.
وقوله : «بالشركة» معناه أنّ صورة الآلة صورة واحدة موجودة لكليهما لا أن تكون الموجودة للعاقلة صورة أخرى مخالفة للموجود للآلة بالعدد أو بالماهية فتدبّر لتفهم معنى قوله : «وفي آلتها» في العبارتين السابقتين أيضا انتهى كلامه.
قوله : فذلك باطل أمّا أوّلا ، هكذا في جميع نسخ الشفاء التي عندنا ، ولكنه لم يأت في قباله بما يكون هو ثانيا.
قوله : «وأنت تعلم أنّه لا يجوز أن يكون بوجود صورة أخرى غير صورة آلتها» أى لا يجوز أن يكون تعقّلها آلتها بوجود صورة أخرى غير صورة آلتها بالنوع.
قوله : «على ما بيّناه» أقول : بيّنه في موضعين من نفس الشفاء أحدهما في أوّل الأولى (ج ١ ، ص ٢٨١ ، ط ١) ، وثانيهما في سابع الخامسة حيث قال : وليست هذه الأعضاء لنا في الحقيقة إلّا كالثياب التي صارت لدوام لزومها إيّانا كأجزاء منّا عندنا وإذا تخيّلنا أنفسنا لم نتخيلها عراة بل نتخيّلها ذوات أجسام كاسية والسبب فيه دوام الملازمة إلّا أنّا قد اعتدنا في الثياب من التجريد والطرح ما لم نعتد في الأعضاء فكان ظنّنا الأعضاء أجزاء منّا آكد من ظنّنا الثياب أجزاء منّا (ج ١ ، ص ٣٦٣ ، ط ١).
قوله : «وأنت تعلم أنّه لا يجوز أن يكون لوجود صورة أخرى في غير صورة آلتها». أي غير صورة آلتها بالنّوع.
قوله : «وكذلك الخيال لا يتخيل ذاته ولا فعله البتة بل إن تخيل آلته ...». العبارة في