أن تكون معقولة ما لم نجد صورة أخرى فلا بدّ من أن نقول حينئذ إنّ كل واحدة من الصورتين معقولة فإذن لا يمكن أن تعقل الآلة إلّا مرّتين ولا يمكن أن تعقل مرّة واحدة؛ فإن كان شرط حصول الصورتين فيهما ليس على سبيل الشركة بل على سبيل أن يحصل في كل واحد منهما صورة ليست هي بالعدد التي هي في الأخرى رجع الكلام إلى أنّ للنفس بانفرادها صورة وقوى ما؛ فقد بان من هذا إنّ للنفس أفعالا خاصّة وقبولا للصورة المعقولة لا تنطبع تلك الصورة في الجسم فيكون جوهر النفس بانفراده محلّا لتلك الصورة.
تبصرة : قد سلك الشيخ على وزان هذا المسلك من عيون الحكمة في كتابه الفارسى دانشنامه علائى أيضا.
تبصرة : الحجتان الثالثة والرابعة من سابع الإشارات هما مأخوذتان من البرهان السادس من الشفاء ومؤولتان إليه على التفصيل الذي يلى ذكره :
الحجة الثالثة من الفصل الرابع من النمط السابع من الإشارات على تجرّد النفس الناطقة في الحقيقة مستخرجة من البرهان السادس المذكور من الشفاء ثمّ على سياق ما في الإشارات جعلت في الزبر الحكمية حجة على تجرّدها بتقريرات أخرى يقرب بعضها من بعض. ثمّ أورد عليها بعض الاعتراضات سنتلوها عليك مع أجوبتها الشافية.
أمّا تقرير الشيخ في الإشارات فهو ما يلى :
زيادة تبصرة ، ما كان فعله بالآلة ولم يكن له فعل خاصّ لم يكن له فعل في الآلة ، ولهذا فإنّ القوى الحساسة لا تدرك آلاتها بوجه ، ولا تدرك إدراكاتها بوجه لأنّها لا آلات لها إلى آلاتها وإدراكاتها ، ولا فعل لها إلّا بآلاتها وليست القوى العقلية كذلك فانّها تعقل كلّ شيء انتهى.
أقول : هذه الحجة مذكورة في طهارة الأعراق لابن مسكويه ايضا. وهي الحجة الثانية في معتبر أبى البركات على تجرّد النفس (ج ٢ ، ص ٣٥٧ ، ط حيدرآباد) ؛ والدليل الثامن من مباحث الفخر على ذلك (ج ٢ ، ص ٣٧١ ، ط حيدرآباد) ؛ والوجه الخامس من تجريد المحقق الطوسى (ص ١٨٦ ، بتصحيح الراقم وتعليقاته عليه) ؛ والحجة الثامنة