بعض نسخ الشفاء : يقع دائما وفي أكثر الاحوال ، والأمر بالضدّ.
وخلاصة البرهان : أن تكرّر افاعيل القوّة العاقلة يؤتيها قوّة وسهولة قبول لما هو أضعف منها ، وتكرّر أفاعيل القوى البدنية تملّها بل تكلّها بل قد تبطلها فلا تدرك عقيبها الأضعف منها ، فالقوّة العاقلة ليست ببدنية.
هذا البرهان هو الحجة الثانية في الفصل الثالث من النمط السابع من الإشارات على تجرّد النفس الناطقة في ذاتها وكمالاتها الذاتية عن المادة وما يتبعها ، حيث قال : «زيادة تبصرة ، تأمل أيضا أنّ القوى القائمة بالأبدان يكلّها تكرارا لأفاعيل إلخ». هذا على ما رآه المحقق الطوسى في شرحه على الإشارات ، وعندنا أنّها حجة ثالثة كما سيأتي كلامنا فيه.
وإليه يؤول البرهان الأوّل من معتبر أبى البركات على أنّ النفس الناطقة من الجواهر التي وجودها لا في موضوع لكنها ليست بجسم. حيث قال :
فاحتجوا على ذلك بأن قالوا : إنّ القوى الجسمانية إلخ (ج ٢ ، ص ٣٥٧ ، ط ١).
وهو الدليل التاسع في المباحث المشرقية للفخر الرازى على أنّ النفس الإنسانية ليست بجسم ولا منطبعة في جسم. حيث قال : الدليل التاسع قالوا : القوى الجسمانية تكلّ بكثرة الأفعال إلخ (ج ٢ ، ص ٣٧٢ ، ط ١).
وهو الوجه السابع على تجرّد النفس في تجريد الاعتقاد حيث قال المحقق الطوسى : ولحصول الضدّ (كشف المراد بتصحيح الراقم ، ص ١٨٧) على النحو الذي فسره الشارح العلّامة الحلى.
وهو الحجة التاسعة من نفس الأسفار على تجرّد النفس الناطقة الإنسانية تجرّدا تامّا عقليا حيث قال : «الحجة التاسعة القوى البدنية تكلّ بكثرة الأفعال إلخ» (ج ٤ ، ص ٧٣ ، ط ١).
وهو البرهان الثالث عشر من أسرار الحكم للحكيم السبزوارى بالفارسية حيث قال : «برهان سيزدهم ، قواى جسمانيه بدنيه ضعيف مىشوند به كثرت افعال وتكرر آنها بتجربه ودليل إلخ» (ص ٢٥٤ بتصحيح الأستاذ العلّامة الشعرانى (رضوان اللّه تعالى عليه)).