فصل في نبذ من كلام ائمة الكشف والشهود من أهل هذه الملة البيضاء في تجدّد الطبيعة الجرميّة الذي هو ملاك الأمر في دثور العالم وزواله ، إلى قوله : وأمّا كلام أهل التصوف والمكاشفين فقد قال المحقق المكاشف محيى الدين العربى في بعض أبواب الفتوحات المكية. إلخ (ج ٢ ، ط ١ ، ص ١٧٦). وكم له من نظير.
ثمّ عدم الإتيان باسم الشخص ومؤلفه في متن العبارة لا يدلّ على عدم الإتيان به مطلقا وذلك لأنّه يمكن أن أتى به في هامش الكتاب والناسخ لم يأت به في نسخته ، أو أسقطوه في أثناء الطبع ، والشاهد على ذلك انّ كتاب الوافي لتلميذه الفيض (رضوان الله تعالى عليه) قد طبع بدون ذكر انتقال الرواية من أيّ باب من الكتب الأربعة إلى ذلك الباب من الوافي وانّ ذكر مآخذ النقل على نحو الإجمال برموز كا ، يه ، يب ، صا؛ أي الكافي وكتاب من لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار ، وعندنا من بعض أقسام الوافي نسخة مخطوطة ذكر في هامشها أيضا الأبواب التي نقل الحديث منها والوافي المطبوع خال عنها ، فعدم ذكر الأشخاص ومؤلفاتهم في أثناء عبارة الكتاب لا يدلّ على عدم ذكرهم مطلقا. على أنّ صاحب الأسفار قد يوصف القائل بصفة يعلم الخواص من هو بذلك الوصف مثلا في الحجة التاسعة من حجج تجرّد النفس الناطقة تجرّدا تامّا عقليا من نفس الأسفار نقل كلام صاحب المباحث ولم يصرّح باسمه بل قال :
وهذا مما أشكل الأمر على من لم يتفطن بتجرّد الخيال ، يعنى به الفخر ، وقال بعد أسطر : الإدراك لا يخلو إمّا أن يكون هو الصورة الحاصلة من الشيء ، أو الإضافة التي بين المدرك والمدرك كما هو مذهب هذا القائل (ج ٤ ، ط ١ ، ص ٧٤). والفخر كان في العلم قائلا بالإضافة.
وبعد ذلك كلّه أن تحقيقاته النورية العرشية منقولة من أىّ كتاب؟ وليس ذلك إلا كما يقول هو قدّس سرّه في عدة مواضع من الأسفار يخبر على ما أفاضه الوهّاب على الإطلاق وأتى به في كتابه المستطاب كقوله في آخر الفصل الثانى من الباب العاشر من نفس الأسفار.
فإنّى أعلم من المشتغلين بهذه الصناعة من كان رسوخه بحيث يعلم من أحوال