إراءة قول المشاء سواء كان من المباحث أو غيره لكنه ينقل منه كثيرا. وقد يذكر كتابه ويسميه وقد لا يعتنى بذلك وليس هذا مما يوجب الإزراء والشين على مثل صدر المتألهين. ومثل الفخر الرازي والغزالي يجب أن يباهى بفهم كلماته العرشية وآرائه الرصينة وقد رأيت بعض عباراته في صاحب المباحث. وكذا قال في الأسفار في الغزالى ما هذا لفظه :
وبعض من تصدّى لخصومة أهل الحق بالمعارضة والجدال والتشبّه بأهل الحال بمجرّد القيل والقال كمن تصدّى لمقابلة الأبطال ومقاتلة الرجال بمجرّد حمل الأثقال وآلات القتال ، قال في تأليف سمّاه تهافت الفلاسفة إلخ (ج ١ ، ص ٥٥ ، ط ١).
وأقول أيضا قد وفّقنا الله سبحانه بالتحقيق في مسائل الأسفار والخوض فيها والتعليقة عليها وتصحيح عباراتها بالعرض والمقابلة على عدّة نسخ مخطوطة بعضها كتبت بعد ثمانى عشرة سنة من رحلة صدر المتألهين ، وكذا على عدّة نسخ مطبوعة مصححة ومحشاة من مشايخ العلوم العقلية ، طول تدريسنا إياه في الحوزة العلمية مدينة قم ، حيث كانت دورة واحدة من تدريسه في أربع عشرة سنة وقد كان بدء التدريس ويوم الشروع من تلك الدورة التاسع والعشرين من رجب الأصبّ من شهور إحدى وتسعين وثلاثمائة سنة بعد الألف من الهجرة (٢٩ / ٦ / ١٣٥٠ هـ. ش) ، وكان ختم التدريس الليلة الثلاثاء السابعة من شهر الله المبارك من شهور خمس وأربعمائة سنة بعد الألف من الهجرة (٧ / ٣ / ١٣٦٤ هـ. ش).
وفي هذا الأمد من الدورة الأولى صحّحنا الأسفار من البدء إلى الختم وكذلك أوضحنا مطالبها بتعليقات موضحة وحواشى مبيّنة من أوّله إلى آخره ، وتفحّصنا عن ذكر المآخذ والمصادر التي ذكرت في الأسفار ، أو لم يذكر وو وجدنا أكثرها بطول البحث والفحص ، وشرعنا بتأليف كتاب في ذكر الاقوال المنقولة في الأسفار ، وذكر مصادرها ومنابعها وقد طبع طائفة منها باسم العرفان والحكمة المتعالية ، ونسأل الله سبحانه التوفيق في إتمامه. وكلّما غصنا وخضنا في الأسفار زدنا فيه تحيّرا.
وغرضنا من هذه المقالة التي كأنّها خارجة عن موضوع الكتاب ، أنّ بعض من