خيالى جزئى وجاهلا بذلك الشيء أيضا إلخ» ، فخصّصها بالتجرّد الخيالى. (ج ١ ، ط ١ ، ص ٣١٨ و ٣١٩). وعبارته في الأسفار هي ما نقلناها أوّلا وهي متضمّنة لبعض عبارات المباحث في أثناء اعتراضات حول الدليل المذكور في التجرّد التام العقلى فتبصّر.
وهذه الحجة في تجرّد الخيال قد حرّرناها تحرير إيضاح وبيان في الدرس الحادى والسبعين من كتابنا الفارسى : دروس معرفت نفس (ص ٢٠٩ ، ط ١).
والفرق بين هذه الحجة والحجة الثالثة أن ملاك النظر هناك هو عدم صحة اجتماع الضدين في محل واحد جسمانى ، وصحّته عند النفس؛ وملاك النظر هاهنا هو صحّة اقتران المتقابلين بل المتضادّين في جسم واحد وعدم صحّته عند النفس فالاجتماع هاهنا في عبارة الحجة بمعنى الاقتران فافهم.
قال صدر المتألهين في الفصل المذكور من عاشرة العلم الكلّى من الأسفار بعد الإتيان بالحجج الأربع المذكورة في أنّ المدرك للصور المتخيلة أيضا لا بدّ أن يكون مجرّدا عن هذا العالم ، ما هذا لفظه :
فهذه حجج قوية بل براهين قطعية على هذا المطلب ، ولهذا استبصارات أخرى أخّرنا ذكرها إلى مباحث علم النفس وعلم المعاد. وهذا الأصل عزيز جدّا كثير النفع في معرفة النشأة الثانية كما ستقف عليه انشاء اللّه؛ وبه تنحلّ إشكالات كثيرة : ما لأجله ذهب بعض الحكماء كالاسكندر إلى أنّ النفوس التي لم تبلغ مرتبة العقل بالفعل هالكة غير باقية. واستصعب الشيخ هذا الإشكال وتحيّر في دفعه في بعض رسائله كرسالة الحجج العشر. ولو لم تكن للنفس غير القوّة العقلية قوّة أخرى غير جسمانية خارجة في بابها عن القوّة إلى الفعل لكان القول بدثور العقول الهيولانية بعد دثور أبدانها حقا لا شبهة فيه عندنا وذلك لأنّ ما بالقوّة من حيث كونه بالفعل لا يمكن وجوده إلّا بأحد أمرين إمّا بخروجه من القوّة إلى الفعل بحصول ما هو قوّة عليه ، وإمّا ببقائه كما كان بتبعية ما هو قوّة منه.
وبالجملة لا بدّ من إحدى الصورتين الفعليتين إمّا السابقة أو اللّاحقة فإذا زالت الصورة الأولى ولم تحصل الآخرة فلا جرم تبطل تلك القوّة رأسا فإذا لو لم تكن في