__________________
وقال أبو الطيب شمس الحق : قلت : زعمت الشيعة ـ خصوصا الامامية منهم ـ ان الامام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه واله علي ، ثم ابنه الحسن ، ثم أخوه الحسين ، ثم ابنه علي زين العابدين ، ثم ابنه محمد الباقر ، ثم ابنه جعفر الصادق ، ثم ابنه موسى الكاظم ، ثم ابنه علي الرضا ، ثم ابنه محمد التقي ، ثم ابنه علي النقي ، ثم ابنه الحسن العسكري ، ثم ابنه محمد القائم عليه السلام (عون المعبود ١١ : ٢٦٧).
وبقي أن ألفت أنظار القراء الكرام ان دأب ابن كثير وأشباهه من المتعصبين والمتطرفين هو الافتراء والاتهام وإلصاق الاكاذيب على مخالفيهم خاصة الشيعة الامامية الاثني عشرية.
والجدير بالذكر ان الشيعة يعتقدون بامامة اثني عشر إماما وخليفة للنبي صلى الله عليه واله كلهم من قريش ، ومن البيت الهاشمي ، ومن عترة النبي صلى الله عليه واله.
وتظهر أحقية هذا المعتقد لو جمعنا هذا الحديث الى أحاديث اخرى مثل حديث الثقلين والكساء وآية التطهير والمباهلة وغيرها من النصوص الدالة على امامة اهل البيت عليهم السلام.
روى الحافظ القندوزي عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه واله فسمعته يقول : بعدي اثنا عشر خليفة ثم اخفى صوته.
فقلت لابي : ما الذي اخفى صوته؟
قال : قال : كلهم من بني هاشم. (ينابيع المودة : ٤٤٥).
ويؤيد هذا الحديث قول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : إن الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم. (نهج البلاغة : خطبة ١٤٤ صبحي الصالح).
وإني لاعجب من بعض الرواة والحفاظ الراوين لهذا الاخبار لما شاهدوا فيها ما يخالف هواهم ويباين مسلكهم حرفوها أو تغافلوها ولذلك تراهم يقولون : خفى علي ، أو نسيت ، أو لم أفهم ، أو أخفى صوته ، أو عبارات اخرى مما تدل على تعتيم الحقائق وتحريف الوقائع.
والدليل الاخر على اختصاص هذا الحديث بائمة أهل البيت عليهم السلام دون غيرهم هو ان بعض الاحاديث يشير ان الخلافة ممتدة الى قيام الساعة فإذا راجعنا حديث الثقلين الذي يومئ الى عدم افتراق الكتاب والعترة الى قيام يوم الدين. وانهما الوديعتان اللتان جعلهما النبي صلى الله عليه واله في امته وقال صلى الله عليه واله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا.
ومن جهة اخرى ، فلو سلمنا بان أحاديث العامة التي تروي بان النبي صلى الله عليه واله أكد على اتباع