عبّاد (١) ، ثم ولي السري فجعل إبراهيم على الخراج ثم عزله السري ، وجعل محمّد بن أسباط فكاتب إبراهيم لسليمان وعبّاد والسري نحو من سنة ، ثم عزل أبو نصر بن السري محمّد بن أسباط وولّى إبراهيم بن تميم ، ودفع إليه محمّد بن أسباط فكان محبوسا عند إبراهيم في منزله ثم مات أبو نصر (٢) وولي عبيد الله بن السري ، فجعل إبراهيم على خراجه أياما ، ثم عزله وردّ محمّد بن أسباط ، ثم كتب المعتصم في سنة ثلاث (٣) عشرة بولاية إبراهيم وخلف بن محفوظ فلم يحضر الفسطاط ، فسلم لهما إياهما إسحاق بن إبراهيم ومحمّد بن خلف فأقاما شهرا أو نحوه ثم قدم ربيع الأصم فعزلهما.
قال : وأخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم أن ربيعا كان مشتركا مع إبراهيم بن تميم في ولايته ، وأن ابن العلاء الخراساني قدم معه على القطائع والصّوافي مشتركا مع خلف بن محفوظ ، فلما قدم إبراهيم وخلف من الحج لم يسلّم لهما شيئا ، ثم قدم المعتصم في سنة أربع عشرة ، وخرج عن مصر في (٤) المحرم سنة خمس عشرة واستخلف على خراج الصعيد إبراهيم بن تميم وولّى خلف بن محفوظ أسفل الأرض مع بكر الجذامي.
قال : وحدّثني ابن قديد عن عبيد الله ، عن أبيه ، قال : قدم أبو إسحاق سنة أربع عشرة وخرج في المحرم سنة خمس عشرة وقبل إبراهيم بن تميم الصعيد فعرفها إبراهيم ، فجعل ابنه إسحاق على ربع وابن ابنه علي بن محمّد على ربع ، فلما سار المأمون إلى دمشق خرج إليه إبراهيم بن تميم على البريد فسأله عزل خلف فعزله ، وجعل مكانه أحمد بن محمّد بن أسباط ، ورجع إلى مصر واليا مع ابن أسباط فاتحا في الخراج ، فأخذا قموح الناس فمانعهم أهل الأحواف (٥) والتمّا إلى أن عظم الخطاب بينهم وتحاربوا وكثرت القتلى بينهم من كل وجه فسار المأمون من دمشق إلى مصر ،
__________________
(١) اسمه عباد بن محمد بن حيان ولي مصر من قبل المأمون على صلاتها وخراجها في رجب سنة ١٩٦ (ولاة مصر للكندي ص ١٧٥).
(٢) مات في شعبان لثمان خلون منه سنة ٢٠٦ (ولاة مصر ص ١٩٨).
(٣) بالأصل : ثلاثة.
(٤) في ولاة الكندي ص ٢١٣ لغرة المحرم.
(٥) الأحواف جمع حوف ، وهما بمصر حوفان الشرقي والغربي ، وهما متصلان ، أول الشرقي من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط ، يشتملان على بلدان وقرى كثيرة (معجم البلدان).